التقت «الشروق» الضباط الثلاثة التابعين لقوات أمن الإسكندرية والمكلفين بحراسة كنيسة القديسين الذين أصيبوا فى حادث السبت الماضى عشية الاحتفال بليلة رأس السنة، فى غرفهم بمستشفى الشرطة. العقيد خالد خميس الشريف، أحد المصابين، فى حادث كنيسة القديسين: «أنا كنت على رأس القائمين بتأمين الكنيسة وقت الحادث، على الباب الرئيسى للكنيسة وقبل حدوث الحادث لم نلاحظ أى شىء غريب فالحياة كانت عادية يدخل الإخوة المسيحيون يقومون بأداة صلاة القداس الخاصة بهم، وعندما دقت عقارب الساعة الثانية عشرة قبل وقوع الحادث على باب الكنيسة بنحو 10 دقائق، لفت انتباهى وجود سيارة اسكودا يستقلها ثلاثة أشخاص، أخذ سائقها وقتا طويلا فى «ركنها» أمام الكنيسة من الجهة المقابلة، على الرغم من وجود مكان يتسع لأتوبيس، وكان معه شخصان آخران تركا السيارة، وبقى سائقها لمدة طويلة بداخلها. ويواصل الشريف قائلا: «تناهى إلى سمعى دوى انفجار رهيب الأول كان فى نحو الساعة 12:15 بعد منتصف الليل ولم يمر أكثر من 5 دقائق وحدث الانفجار الثانى، مما تسبب فى إصابتى بحروق وشظايا بالقدمين والأذن». «أدعو الله ساجدة أن يشفى لى ابنى، ويعيد إليه صحته فقد كان يؤدى واجبه الوطنى»، هذا ما قالته السيدة صفاء منيس والدة الملازم أول مليس عبدالرحمن الذى كان ضمن الضباط المكلفين لحراسة الكنيسة، وهو يرقد حاليا داخل مستشفى الشرطة بالإسكندرية مصابا بإصابات خطيرة فاقدا الوعى، إثر إصابته بثقوب بالإذنين وشظايا بالجمجمة ومختلف الجسم من جراء الانفجار، وتابعت الأم: «صباح يوم الحادث خرج ابنى بعد أن قّبل يدى واحتضننى وقال لى إدعيلى يا أمى، فقد كان مثال الابن البار بوالديه وأشقائه، وخرج لعمله المكلف به لحراسة الكنيسة، ولم أعلم بالخبر المشئوم إلا من زملائه الذين أخبرونى بالحادث الأليم». وأضافت: «مازال ابنى فاقدا الوعى لم يدر بمن حوله من جراء الإصابة الخطيرة أدعو الله أن يشفيه». «بأصلى وبأدعى لبابا علشان ربنا يشفيه ويرجع يلعب معايا زى زمان»، هذا ما قالته الطفلة «ماجى، 5 أعوام، نجلة الرائد هيثم أحمد حسام الدين منصور، أحد المصابين والذى يرقد داخل مستشفى الشرطة مصاب بشظايا بالجسم وانسداد بالأذنين وثقوب بهما وصدمة نفسية من جراء التفجيرات. ببراءة شديدة عبرت الطفلة «ماجى» عن غضبها من الحادث قائلة: «بابا ضابط شجاع كان بيحمى الأطفال، بس أنا زعلانة علشان التعويرة مش بتخليه يعرف يلعب معايا زى زمان». وتواصل زوجة الرائد هيثم الحديث، قائلة: حالته الصحية مازالت صعبة لأنه مصاب بالصمم بالأذنين وثقوب من قوة أصوات الانفجار وشظايا بمختلف الجسم، خاتمة حديثها بالدعاء لزوجها بالشفاء العاجل.