في سابقة هي الأولى في قطاع غزة، أطلقت سلطة جودة البيئة بالتعاون مع وزارتي الزراعة والعمل، حملة لزراعة شجرة أمام منزل كل شهيد، تخليدا لذكراه، وتشجيعا لزيادة رقعة الغطاء النباتي. وتتزامن الحملة التي تحمل عنوان "نحو بيئة خضراء وفاء للشهداء" مع الذكرى الثانية للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي جرفت خلالها قوات الاحتلال مساحات كبيرة من الأشجار المثمرة والأراضي الزراعية. ويهدف المشروع الممول من مؤسسة الرحمة العالمية للإغاثة والتنمية الكويتية إلى تحسين جودة البيئة في غزة، ومحاربة ظاهرة تجريف الأراضي، وزيادة إنتاج محصولي البلح والزيتون. ويقول رئيس سلطة جودة البيئة يوسف إبراهيم، إن الحملة تأتي تخليدا لأرواح الشهداء الذين قضوا نحبهم خلال الاعتداءات الإسرائيلية على مدار التاريخ، من أجل القضية الفلسطينية. وأوضح، أن سبب اختيار أشجار النخيل والزيتون، لما تحمله هاتان الشجرتان من دلالات في الشريعة الإسلامية، وعلاقتهما بالقضية الفلسطينية. وبين إبراهيم -نقلا عن الجزيرة نت- أن المشروع الذي سيستمر لمدة عام سيشمل كل محافظات القطاع، وسينتهي بزراعة قرابة 100 ألف شجرة، 10 آلاف منها للشهداء، وباقي الأشجار ستزرع داخل المؤسسات التعليمية والحكومية. وقال: "نستهدف في المقام الأول الأسر والمدارس والجامعات، التي تخرّج منها الشهداء، عبر خلق أندية بيئية داخل تلك المؤسسات التعليمية، من أجل الحث على رعاية أشجار النخيل والزيتون، التي ستزرع داخل وخارج المدرسة والجامعة". من جهته أشار يوسف سليم، وهو أحد المشرفين على المشروع، إلى أن وزارة الزراعة وفرت قرابة 5 آلاف شجرة نخيل وزيتون، للبدء في المرحلة الأولى من المشروع الذي يستهدف منطقة شمال قطاع غزة، التي تعتبر أكثر المناطق تضررا على مستوى تجريف الأشجار، وأكثرها ارتفاعا في عدد الشهداء. وقال، إن هذه الحملة أقل ما يمكن تقديمه إلى أهالي الشهداء، تجسيدا لذكرى أعزائهم، مضيفا، أن المشروع في مسماه يحمل طابع الوفاء للشهداء، ولكنه في نفس الوقت يحرص على الاهتمام بالبيئة.