واصلت الجامعات المصرية انتفاضتها «ضد الإرهاب»، معبرة عن تضامنها مع الأقباط، بعد المذبحة التى شهدتها كنيسة القديسين مار مرقس والأنبا بطرس، عشية أول أيام العام الجديد فى مدينة الإسكندرية، وراح ضحيتها نحو مائة قتيل وجريح. وفى مشهد تكرر فى شمال مصر وجنوبها، تعانق الهلال والصليب فى مسيرات ومظاهرات تقدمها رؤساء جامعات وأساتذة، وشارك فيها آلاف الطلاب من المسلمين والأقباط. فلليوم الثانى على التوالى نظمت جامعة المنيا مسيرة حاشدة شارك فيها ما يقرب من 1500 طالب وطالبة تقدمهم الدكتور ماهر جابر محمد، رئيس الجامعة وعمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس وموظفو الجامعة. وندد المشاركون فى المسيرة بالإرهاب، مستنكرين الحادث مرددين شعارات: «يحيا الهلال مع الصليب»، و«كلنا شعب واحد وأرض واحدة»، ووقف الطلاب دقيقة حدادا على أرواح ضحايا الحادث. وناشد رئيس الجامعة رجال الدين الإسلامى والمسيحى والمفكرين والكتاب ضرورة المشاركة فى حملة قومية تشمل جميع المؤسسات التعليمية والثقافية والدينية «لدعوة الأمة للتوحد واليقظة والتصدى لشائعات الفتنة الطائفية». فى الوقت نفسه، نظم نحو 500 محامٍ فى ملوى والمنيا وسمالوط وقفات احتجاجية ضد الهجوم، وقال محمد عبدالحكيم أبوزيد نقيب المحامين فى المنيا إن «هناك أكثر من 300 محامٍ شاركوا فى وقفة احتجاجية أمام محكمة ملوى»، وإنهم طالبوا وزارة الداخلية بتوضيح مسار التحقيقات فى القضية أولا بأول حتى يتسنى لهم اتخاذ موقف قانونى ضد المحرض الرئيسى فى هذه المذبحة. وقال مجدى رسلان المحامى، مقرر لجنة الحريات بنقابة المحامين إن «200 محامٍ وقفوا بالمنيا أمام مكتب المحامى العام، معلنين تضامنهم مع باقى محامى مصر ضد هجمة العدو ضد أمن مصر». وارتدى المحامون فى المنيا وملوى وسمالوط الأرواب السوداء للتعبير عن «الحداد». وفى سوهاج، نظم اتحاد طلاب الجامعة مسيرة حاشدة، شارك فيها الدكتور محمد سيد إبراهيم، رئيس الجامعة، الذى قال إن الحادث «موجه ضد الوحدة الوطنية»، مضيفا أن أعضاء هيئة التدريس والطلاب والعاملين فى الجامعة» يشاركون فى المسيرة للتعبير عن غضبهم». وتكررت المسيرة فى جامعة جنوب الوادى (فرع أسوان)، حيث شاركت هيئة التدريس فى مسيرة مماثلة، ردد خلالها الطلاب هتافات تندد بالإرهاب وتدعو للحفاظ على الوحدة الوطنية، ورفعوا لافتات تدعو إلى مواجهة الفتنة. وقال الدكتور فاوى الصغير، نائب رئيس الجامعة، إن الهدف الأساسى وراء تفجيرات الإسكندرية هو «زعزعة الوحدة الوطنية وزرع الفتنة الطائفية». من جهة أخرى، قال الحسينى عوض، رئيس مجلس محلى نصر النوبة إن «وفدا من المجلس وقيادات نوبية يتوجهون يوم الجمعة المقبل لأداء واجب العزاء فى كنيسة مار جرجس بكوم أمبو»، علاوة على توجه وفد من محامى أسوان إلى الأنبا هدار راعى كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل لتقديم واجب العزاء. وقررت جامعة بنها تنظيم مسيرة صباح اليوم (الأربعاء) يقودها الدكتور محمد صفوت زهران، رئيس الجامعة ويشارك فيها نواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات والأساتذة وطلاب الكليات المختلفة للتنديد بالحادث. ونظم مركز الحرية لحقوق الإنسان بالقليوبية برئاسة محمود عبدالعزيز مسيرة بالسيارات بمدينة بنها، صباح أمس، تحت شعار (لا للإرهاب) للتنديد بحادث تفجير كنيسة القديسين. شارك فى المسيرة عدد كبير من المسلمين والمسيحيين، الذين رفعوا المصاحف والأناجيل منددين بالإرهاب، وتحركت المسيرة من أمام مسجد ناصر ببنها، مرورا بديوان المحافظة. كما نظمت جامعة المنصورة مسيرة حاشدة شارك فيها الدكتور أحمد بيومى شهاب الدين رئيس الجامعة، والدكتورة ريموند حنا عساف، نائبة رئيس الجامعة لشئون البيئة، ومحمد سويلم نائب رئيس الجامعة لشئون الطلاب، وعمداء الكليات والعاملون بالجامعة وطلاب من الكليات المختلفة، رافعين لافتات تندد بالعمل الإرهابى. وقال شهاب: «ننعى ببالغ الأسى والحزن إلى الشعب المصرى ضحايا الحادث الإرهابى الجبان الذى أودى بحياة المصريين الأبرياء أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية، وإننا جميعا صف واحد دعما للوحدة الوطنية، ولن ينال منها حقد الحاقدين وغدر المتربصين». شارك في الإعداد: ماهر عبد الصبور ومحمد عبده وحمادة بعزق وحسن صالح ونعمان سمير.