قال د. مختار الكسبانى مستشار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار إن المجلس ينفذ حاليا خطة لترميم بعض المبانى التراثية من ضمنها معبدان يهوديان، فى إطار خطة تطوير مشروع القاهرة التاريخية. وأضاف ل«الشروق» أن المعبدين يقعان فى القاهرة القديمة بحارة اليهود أحدهما معبد «عيزرا»؛ مؤكدا أن دخول معبدين يهوديين فى خطة الترميم يأتى باعتبار أنها تقع على أرض مصرية، كما أنها من الآثار التى تعود ملكيتها للمجلس الأعلى للآثار. ونفى الكسبانى وجود ضغوط أجنبية من الولاياتالمتحدةالأمريكية أو إسرائيل وراء ترميم المعبدين كما يردد البعض، وكشف أنه كانت هناك ضغوط صهيونية وأمريكية لإنشاء متحف للتاريخ اليهودى فى مصر إلا أن الفكرة قوبلت بالرفض لأنه لا يوجد آثار يهودية فى مصر تكفى لعمل متحف لها، وعلق الكسبانى بقوله: «إذا كان لا يوجد لليهود تراث فى فلسطين فكيف يكون لهم تراث يكفى لعمل متحف لهم بمصر؟!». وأشار إلى أن دراسات تجرى حاليا لحساب الميزانية وتكاليف عملية الترميم، مشددا على أن المجلس الأعلى للآثار سيقبل أى منحة تقدمها أى جهة أجنبية لدعم عمليات الترميم شريطة أن تكون عبر منظمة اليونسكو وألا تكون من قبل إسرائيل. ولفت إلى أن الحكومة الكندية قدمت دعما للحكومة المصرية من قبل بقيمة 6 ملايين دولار لترميم مجمع معابد اليهود، فيما لم تتقدم أى جهة حتى الآن لدعم خطة الترميم. ويوجد فى مصر نحو عشرة معابد يهودية فى عداد الآثار 9 منها فى القاهرة ومعبد واحد بالإسكندرية. ويعد معبد موسى بن ميمون من أشهر المعابد اليهودية فى مصر والذى يقع بدرب محمود بحارة اليهود بالموسكى، ومعبد بوابة السماء بشارع عدلى أحد المعابد اليهودية التى تجرى به عمليات ترميم وصيانة، وتم ترميمه أول مرة عام 1980 بواسطة المجلس الأعلى للآثار بمشاركة المركز الثقافى الإسرائيلى والطائفة اليهودية فى مصر، كذلك تم ترميم معبد بن عيزار اليهودى بمصر القديمة وتحويله لأثر ومزار سياحى، وقامت مصر بترميم بعض المخطوطات الأثرية اليهودية بمصر. يقع معبد بن عزرا الشهير، والذى وقع ضمن خطة الترميم، فى نهاية منطقة الكنائس القبطية فى مصر القديمة (منطقة الفسطاط) و سمى المعبد بهذا الاسم نسبة إلى «عزرا الكاتب» أحد أحبار اليهود، يتكون المعبد من طابقين الأول يستخدم للمصلين من الرجال والثانى لصلاة السيدات، والمعبد يستقبل القدس (مثل القبلة فى المساجد). ويحوى صفين من الأعمدة الرخامية ذات تيجان، وينقسم إلى ثلاثة أقسام، أكبرها هو الأوسط الذى تعلوه (شخشيخة) أو فتحة الإنارة والتهوية وفى وسطه منصة الوعظ وحولها مقاعد المصلين، والهيكل فى الجانب الشرقى. من جانبه طالب د. محمد حمزة وكيل كلية الآثار جامعة القاهرة وأستاذ العمارة والحضارة الإسلامية بترميم عدد من المعالم الإسلامية والتى لا تلقى أى اهتمام من قبل المجلس الأعلى للآثار، ويأتى على رأس تلك الآثار المهملة قناطر أحمد بن طولون بالبساتين والذى وصفه بأنه أعظم مشروع مائى فى العصر الإسلامى عام 251 هجرية، كما أنه أقدم من مجرى العيون بفم الخليج بنحو 800 عام حيث أنشأت عام 915 هجرية. وقال حمزة: فى الوقت الذى يعتزم فيه المجلس الأعلى للآثار ترميم عدد من المعابد اليهودية، وهى تراث مصرى بصرف النظر عن الديانات، هناك العديد من الآثار الإسلامية النادرة على مستوى العالم لا يلقى لها بالا، مما يجعلها عرضة للاندثار، سواء بسبب عدم الاعتناء بها أو بسبب أكوام القمامة التى غطتها. وأوضح حمزة أن المجلس الأعلى للآثار يعتنى فقط بالآثار الشهيرة مثل شارع المعز، بينما تهمل مقابر جلال الدين السيوطى، من أعظم الجبانات الأثرية فى العالم، وجبانات المنوفى أمام مسجد السيدة عائشة، ومسجد جاهيتى الحكوتى بالمقطم. بالإضافة إلى آثار أخرى خارج أسوار القاهرة وفى الأقاليم، وأشار إلى أنها معالم أثرية إسلامية لا يعلم أحد عنها شيئا، ولا تجرى الدراسات الاستشارية أو العودة للأصول فضلا عن عدم احترام المواثيق الدولية فيم يتعلق برعاية الآثار. وكشف أن هناك آثارا إسلامية فى بلاد غير عربية تلقى اهتماما ورعاية أكثر مقارنة بمصر، وضرب مثالا بإسبانيا والهند وتركيا، بوصفها أكبر دول العالم تتحصل على عائدات من الآثار الإسلامية.