كوليسترول جيد وآخر ردىء.. تعبيرات حديثة أصبح لا يخلو منها حديث يتعلق بصحة الإنسان خصوصا بعد أن تأكد بما لا يقبل الشك أن ارتفاع نسبة الكوليسترول الردىء تزيد من احتمالات خطر إصابة الشرايين التاجية بتصلبها، الأمر الذى يؤدى لجلطة قد تودى بحياة الإنسان. بينما تحمل نسبة الكوليسترول الجيد المرتفعة أملا فى دعم عمل الشرايين ووقايتها من أخطار القصور فى أدائها. دراسات حديثة تؤكد أن دعم نسبة الكوليسترول الجيد يجب أن تسبق فى الاهتمام محاولات خفض نسبة الردىء. فكيف إذن يمكننا مساندة الجيد فى معركته مع الردىء؟ الكوليسترول مادة دهنية لا يخلو منها عضو فى جسم الإنسان: المخ، والكبد، الأمعاء، والعضلات، والأعصاب والقلب.. كلها تحتوى على الكوليسترول وتحتاجه. يسرى الكوليسترول مع الدم فى الشرايين محمولا على نوعين من البروتينات الدهنية. اتحاد الكوليسترول مع البروتينات الدهنية عالية الكثافة كبيرة الحجم نسبيا يصنفه فى خانة الجيد أما اتحاد الكوليسترول بالبروتين منخفض الكثافة صغير الحجم فيسفر عن وجه ردىء هو المسئول عن إصابة الشرايين بالتصلب وتبعاته من ضيق يؤدى للذبحة الصدرية والجلطة فيما بعد. ترسب الكوليسترول الردىء داخل شرايين القلب التاجية يجذب إليه مواد أخرى منها الخلايا الميتة بأنواعها وذرات الكالسيوم والصفائح الدموية الأمر الذى ينتج عنه ضيق بعد اتساع ليصل تيار الدم الوارد إلى ذلك الشريان فإذا ما حدثت الجلطة تعرضت حياة الإنسان لخطر أكيد. ● يعمل الكوليسترول الجيد فى المقابل على تنقية الشرايين من الكوليسترول الردىء فيجذبه إليه ليحول بين ترسبه على جدران الشرايين قدر استطاعته إذا نجح كانت الوقاية الطبيعية من تصلب الشرايين أما إذا ذهب جهده سدى فارتفعت نسبة الكوليسترول الردىء إلى الدرجة التى تهدد الشرايين كان علينا طلب الحماية من الأدوية. ● يجب ألا يقل مستوى الكوليسترول الجيد فى الدم عن 35 ملجم/ ديسى لتر من الدم فإذا زادت النسبة زاد معها الأمل فى أن ترجح كفة الميزان إلى جانب الكوليسترول الجيد وهذا ما يعزز قدرته على التغلب على صنوه الردىء لمصلحة الشرايين التاجية. قراءة لنسبة الكوليسترول الحميد تصل إلى 60 ملم/ ديسى لتر من الدم باتت الآن من الدلائل القوية على احتمالات أن تظل شرايين القلب التاجية وشرايين المخ فى أمان لا ينبئ بجلطة قادمة. ● حينما انتبه العلم للدور الخطير الذى يلعبه الكوليسترول الردىء فى حياة الإنسان كان الهدف الأول دائما التركيز على ضرورة استخدام أدوية تجبره على الانخفاض تعددت الأسماء فى مجموعة «ستاتن» الدوائة ورغم أهميتها وفاعليتها فى خفض نسبة الكوليسترول الردىء فإنها يجب أن تتناول مدى الحياة وفقا للتقارير الطبية التى تصاحبها كما أنها تسفر عن أعراض جانبية كثيرة يجب الانتباه لها تبدأ بمتاعب الجهاز الهضمى والصداع إلى تأثيرها على إنزيمات الكبد وأثرها على العضلات الذى ينجم عنه آلام قد تتسبب فى إيقاف العلاج بها. حتى الآن ورغم ما أثبتته مجموعة «ستاتن» من فاعلية فى خفض نسبة الكليسترول الردئ فإنها لم تثبت ذات الجدارة فى تعزيز نسبة الكوليسترول الجيد. فيتامين ب3 «اليناسين» ● يظل البحث عن عقار يدعم عمل ونسبة الكوليسترول الجيد فعلا دائما إلا فى وجود فيتامين ب3. النياسين أو العضو رقم (3) فى عائلة فيتامين ب المركب هو الوحيد القادر على زيادة نسبة الكوليسترول الجيد فى الدم لكن فى جرعة كبيرة تختلف تماما عن الجرعة الصغيرة التى يحتاجها الجسم عادة من النياسين لتؤدى وظائفها المعروفة، والتى لا تزيد على 14 ملجرام للنساء تزيد إلى 16 عند الرجال يوميا. تتراوح الجرعة المؤثرة فى الكوليسترول الجيد مسببة ارتفاعه بين 1 3 جرام يوميا وهى جرعة كبيرة قد تؤدى لآثار جانبية خطيرة منها: 1 زيادة مستوى السكر فى الدم. 2 زيادة حامض اليوريك فى الدم الأمر الذى يهدد مرضى النقرس بنوبات مفاجئة مؤلمة. 3 الأعراض الجانبية الأكثر حدوثا هى تلك الهبات الساخنة التى تشعر الإنسان بحرارة تشمل الرأس والرقبة والوجه الأمر الذى قد يلازمه إحساس بالوخز كوخز الإبر. يحاول العلم المعاونة فى تخفيف حدة هذه النوبات بإنتاج أنواع من النياسين بطيئة الإفراز فى الدم الأمر الذى يجعل النياسين ينساب فى الدم بصورة جرعات صغيرة متتالية. يوصى أيضا الأطباء بتفادى تناول الكحوليات مع النياسين أو المواد الحريفة كالشطة والفلفل وقد يجدى أيضا تناول النياسين بعد امتلاء المعدة أو مقاومة أثره بتناول جرعة من الأسبرين 325 مجم قبل تناول النياسين بنصف الساعة. يجب أن يخضع تناول فيتامين ب3 فى تلك الجرعة الكبيرة إلى إشراف طبى كونه أحد الفيتامينات المهمة لا يعنى أنه فى تلك الجرعة يمكن أن يعامل كفيتامين. ● وسائل طبيعية لدعم مستوى الكوليسترول الجيد. وفقا لما توصى به تقارير هارفارد الطبية فإن تعزيز مستويات الكوليسترول الجيد فى الدم فى مواجهة الكوليسترول الردىء أمر يمكن للإنسان أن يسهم فيه فى غياب الأدوية لكن بالطبع هذا لا يلغى الحاجة إلى الدواء مادامت واجبة، إنما يساند عملها الأمر الذى يجعل تقليل جرعتها واردا. ● مارس الرياضة واهتم بكل ما يمكنك أداؤه من تمرينات فالأمر فى تلك الأحوال لا يقف عن حدود زيادة نسبة الكوليسترول الجيد إنما يتعداه إلى انخفاض ضغط الدم وتنشيط الدورة الدموية للأطراف والمخ. أيضا فإن الرياضة قد تؤدى لتزايد دقات القلب بالطبع فى حدود مثل رياضة الإيروبك قد تبدو أكثر فائدة وأعظم أثرا. ● اختيار ما تأكل من دهون: حاول دائما أن تتفادى الدهون المتحولة الموجودة فى الزيوت النباتية المهدرجة «تنتج بتمرير غاز الهيدروجين فى الزيت النباتى» والتى غالبا ما تستخدم فى صناعات الحلوى والوجبات السريعة فهل تقلل من مستويات الكوليسترول الجيد كما أن الدهون المشبعة من منتجات الألبان «الزبد، الجبن، اللبن كامل الدسم» تنزع بعضا من صفات الكوليسترول الجيد أن الدهون الأحادية غير المشبعة «monounsaturated fats» وأهم أمثلتها زيتت الزيتون والكانولا فإنها تخفض مستويات الكوليسترول الردىء بينما تدعم أحماض الأوميجا مستويات الكوليسترول الجيد. ● تناول الحبوب الكاملة: الخبز المصنوع من حبات القمح الكاملة بدلا من تقشيرها وتبييضها يلقى دعما من كل المصادر المهتمة بغذاء الإنسان والتى توصى أيضا بتناول الحبوب كاملة أيا كان نوع الطعام الذى تدخل فيه. تناول الحبوب الكاملة يعزز مستوى الكوليسترول الجيد عكس مصادر الكربوهيدرات التى تغيب عنها قشور الحبوب ويتم تنقيتها. إضافة الردة للطعام أمر صحى تماما يمكن إضافة ملعقة من الردة لكوب من الزبادى خالى الدسم مع حبة فاكهة لإفطار صحى شهى فى آن واحد. ● احتفظ بوزن مناسب: تقليل الوزن سواء باستخدام نظام غذائى أو ممارسة الرياضة أو من الأفضل الجمع بينهما.. فمجرد تقليل الوزن يزيد من نسبة الكوليسترول الجيد. ● توقف عن التدخين: المدخنون عادة ينفردون بمستوى أقل من الكوليسترول الجيد يزداد تلقائيا حينما يتوقفون عن التدخين. ● تجنب الكحوليات.