صرحت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية أن الهجوم الذي طال كنيسة القديسين بالإسكندرية مع بدايات العام الجديد وأسفر عن مقتل 21 مصريا وإصابة 80 آخرين، أعاد المخاوف من استغلال شبكات الإرهاب الدولية للتوترات الطائفية في البلاد، بهدف تبرير مهاجمة المسيحيين في مصر. وقالت إن السلطات الأمنية أوضحت في البداية أن الهجوم ناتج عن سيارة مفخخة، ثم عادت وقالت إن انتحاريا قام بتفجير نفسه في المكان، وأشارت الداخلية إلى أن القنبلة كانت مليئة بمواد من شأنها قتل أكبر عدد ممكن من الضحايا. وأسرعت قوات الأمن إلى إلقاء اللوم على قوى إرهابية خارجية، بينما أنكرت أن يكون الحادث طائفي. وفي نفس الصدد، أشارت الصحيفة إلى أن الشهور الأخيرة شهدت تهديدات من تنظيم "دولة العراق الإسلامية" المرتبط بالقاعدة، للمسيحيين في العراق ومصر. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الرئيس مبارك سارع إلى تهدئة الأوضاع والدعوة إلى الاتحاد والتعاون، في خطابه الذي ألقاه في التليفزيون المصري، الذي وصف فيه الاعتداء أنه "إرهابي آثم"، وقال إنه يحمل بصمات خارجية. من جانبهم، أكد المسؤولون المصريون أن الهجوم استهدف كل المصريين، وأدانوا الاعتداء الإرهابي، داعين جميع الأطراف إلى نبذ العنف وتوحيد كلمتهم. لكن من ناحية أخرى، تجمع الأقباط خارج المستشفى التي يقبع فيها المصابون والقتلى، وقاموا بمظاهرات غاضبة اتهموا فيها الحكومة بإهمال حمايتهم. ورجحت الصحيفة الأمريكية أن يكون الربط بين القاعدة وتفجيرات الكنيسة سببه أسلوب التفجير، لأن التوترات الطائفية السابقة ظهرت في شكل أعمال شغب أو عنف أو بأقصى تقدير إطلاق رصاص على المواطنين، كما حدث في العام الماضي بنجع حمادي.