قتل مسيحيان عراقيان على الأقل وأصيب خمسة أشخاص آخرين بجروح مساء اليوم الخميس في ثلاثة اعتداءات استهدفت منازل يقطنها مسيحيون في بغداد، كما أعلن مسؤول في وزارة الداخلية. ووقع الاعتداء الأكثر دموية في حي الغدير في وسط العاصمة، حيث انفجرت عبوة ناسفة يدوية الصنع قرابة الساعة 20.00 (17.00 تغ) ما أسفر عن مقتل مسيحيين اثنين وإصابة ثلاثة أشخاص بجروح، أحدهم مسيحي، كما أوضح المسؤول لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن اسمه. ويعتبر الغدير حيا لا يزال الكثير من المسيحيين يقطنونه، حتى وإن كان العديد من هؤلاء قد فروا منه بسبب التهديدات التي وجهها تنظيم القاعدة إلى أبناء هذه الطائفة. ومساء الخميس أيضا، انفجرت عبوة ناسفة يدوية الصنع في حديقة منزل أسرة مسيحية في حي اليرموك (غرب)، ما أسفر عن سقوط جريح. وأصيب مسيحي آخر بجروح في انفجار قنبلة زرعت في شارع الصناعة في الكرادة (وسط)، كما أضاف المصدر نفسه. وفي هذا الشارع التجاري تقع كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك التي شهدت في 31 أكتوبر مجزرة ارتكبها مسلحون من تنظيم القاعدة أثناء القداس ما أسفر عن مقتل 44 مصليا وكاهنين. وتبنت تلك المجزرة دولة العراق الإسلامية، الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، والتي ما لبثت أن توعدت المسيحيين بأنهم أصبحوا "أهدافا مشروعة لها". وبعد هجوم الكنيسة بعشرة أيام استهدفت سلسلة من الهجمات منازل مسيحيين في بغداد أوقعت ستة قتلى و33 جريحا وعززت إحساسهم العميق بعدم الأمان. وكان عدد مسيحيي العراق قبل الغزو الأمريكي لهذا البلد عام 2003 يبلغ في حده الأدنى 800 ألف. وقد انخفض هذا العدد حاليا إلى ما بين 450 ألفا و500 ألف بينهم نحو 300 ألف كاثوليكي (مقابل 378 ألفا عام 1980) يشكل الكلدان 80% منهم.