قتل اثنين من نصارى العراق على الأقل وأصيب 12 شخصا آخر بجروح، في ستة اعتداءات وقعت مساء الخميس عشية الاحتفالات بعيد رأس السنة واستهدفت منازل في بغداد يقطنها نصارى. وقال مسؤول في وزارة الداخلية إن الاعتداءات وقعت في غضون اقل من ساعتين في ستة من أحياء العاصمة العراقية واستهدفت جميعها النصارى، الذين سبق وأن تعرضوا مرارا خلال السنتين الماضيتين لهجمات. ووقع الاعتداء الأكثر دموية في حي الغدير في وسط العاصمة حيث انفجرت عبوة ناسفة يدوية الصنع ما أسفر عن مقتل اثنين من النصارى وإصابة ثلاثة أشخاص بجروح، كما أوضح المسؤول. أما الاعتداءات الخمسة الباقية والتي وقعت جميعها بواسطة عبوات ناسفة يدوية الصنع، فلم تخلف قتلى إلا أنها أسفرت عن إصابة تسعة نصارى بجروح، ويعتبر الغدير حيا لا يزال الكثير من النصارى يقطنونه، حتى وإن كان العديد من هؤلاء قد فروا منه بسبب التهديدات التي وجهها تنظيم القاعدة إلى أبناء هذه الطائفة. ومساء الخميس أيضا، انفجرت قنبلتان في غرب بغداد استهدفت الأولى حديقة منزل أسرة نصرانية في حي اليرموك (غرب)، ما أسفر عن سقوط جريح، بينما استهدفت الثانية نصارى في حي الخضراء ما أسفر عن جرح اثنين منهم. وفي جنوب بغداد أصيب ثلاثة نصارى بجروح في هجوم بالقنبلة استهدفهم في حي الدورة، بينما جرح آخران في انفجار قنبلة استهدفت منزلهما في السيدية، كما أصيب نصراني آخر بجروح من جراء انفجار قنبلة زرعت في شارع الصناعة في الكرادة (وسط). وفي هذا الشارع التجاري تقع كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك التي شهدت في 31 أكتوبر مجزرة ارتكبها مسلحون من تنظيم القاعدة أثناء القداس ما أسفر عن مقتل 44شخصا، وتبنت تلك المجزرة دولة العراق الإسلامية، الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، والتي ما لبثت أن توعدت النصارى بأنهم أصبحوا "أهدافا مشروعة لها". وهي ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها منازل النصارى في بغداد لهجمات مماثلة، فبعد الهجوم على كنيسة سيدة النجاة بعشرة أيام استهدفت سلسلة من الهجمات منازل نصارى في بغداد وأسفرت عن ستة قتلى و33 جريحا وعززت إحساسهم العميق بعدم الأمان. وكان عدد نصارى العراق قبل الغزو الأمريكي عام 2003 يبلغ في حده الأدنى 800 ألف، وقد انخفض هذا العدد حاليا إلى ما بين 450 ألف و500 ألف بينهم نحو 300 ألف كاثوليكي (مقابل 378 ألف عام 1980) يشكل الكلدان 80% منهم. وفي الشرق الأوسط، مهد المسيحية، يعيش 20 مليون نصراني، بينهم خمسة ملايين كاثوليكي من إجمالي عدد سكان المنطقة البالغ 356 مليون نسمة حسب الأرقام التي أعلنت خلال سينودس (مجمع) الأساقفة الكاثوليك من اجل الشرق الأوسط الذي عقد في أكتوبر الماضي في الفاتيكان.