يمر المجتمع الإسرائيلى بمرحلة مظلمة. فالعنصرية وكراهية الأجانب يقضيان على الجزء المتمدن والمتسامح من هذا المجتمع. إن العنصرية الواضحة، خصوصا تجاه المواطنين العرب فى دولة إسرائيل، والعداء تجاه الأجانب عامة، قد أفلتا اليوم من عقالهما. إن الكراهية والخوف يتغذيان من بعضهما البعض، ويخلقان مجتمعا خائفا، يعانى من عدم الشعور بالأمن. تدل رسالة الحاخامين (الفتوى التى تحرم تأجير المنازل للعرب)، وارتفاع شعبية أفيجدرو ليبرمان، وقانون الولاء لإسرائيل، والتحريض ضد أعضاء الكنيست العرب، وإقرار القوانين العنصرية، على أن الكنيست ال18 هو الكنيست الأكثر عنصرية. ولا يجرى هذا كله فى فراغ فالأرضية الشعبية والمناخ الاجتماعى فى إسرائىل، باتا ناضجين لمثل هذه الهجمة الظلامية. ويدل مؤشر الديمقراطية على وجود أغلبية وسط الجمهور اليهودى تؤيد تقليص هوامش الديمقراطية بصورة كبيرة. يحمل موشيه أرنس أعضاء الكنيست العرب، مسئولية انهيار الديمقراطية الإسرائيلية (راجع ترجمة المقال فى عدد النشر 1073، تاريخ 14/12/2010). وحتى رجل «ليبرالى يمينى مثل أرنس نراه عندما يقوم بتحليل المجتمع الذى خدم فيه (فى مناصب رفيعة) طوال سنين، يتجاهل الأسس الحقيقية للخلل ويفتح المجال أمام التحريض والإساءة ضد أعضاء الكنيست العرب. لا وجود فى تحليل أرنس للاحتلال المستمر، ولا للصراع الدموى، ولا للعلاقة الفوقية تجاه العرب، ولا للاستخفاف بحياتهم وبحقوقهم، كما لا وجود فيه للتمثيل الضئيل للعرب فى الوظائف العامة (6.7٪ فقط)، ناهيك عن الغبن العميق اللاحق بهم، وغياب المخططات الهيكلية لبلداتهم. لست ناطقا باسم «أعضاء الكنيست العرب» وأرفض اعتبارنا كتلة واحدة. ففى الكنيست 14 عضوا عربيا، ولكل واحد منهم شخصيته، ونهجه، وجدول أعماله، وأولوياته. ولكننا جميعا ممثلون شرعيون للجمهور، ولسنا أقل شرعية من أى عضو كنسيت يهودى. ويجب ألا ينسى أحد أننا وصلنا إلى الكنيست عن طريق اقتراع الجمهور الواسع لصالحنا مرة تلو المرة. إن النضال ضد العنصرية يجب أن يكون يهوديا وعربيا، كما تجلى فى التظاهرة التى شارك فيها الآلاف فى ذكرى يوم حقوق الإنسان فى تل أبيب. وكما قال مارتن لوثر كينج: لا يوجد طريق إلى السلام والمساواة، وإنما السلام والمساواة هما الطريق.