قالت صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية: إن خلافة جمال مبارك لوالده فى الحكم لم تعد مؤكدة كما كانت منذ عام، مشيرة إلى وجود مقاومة داخل الحزب الحاكم ذاته لهذا السيناريو فى الوقت الذى لم يتخذ فيه الرئيس حسنى مبارك قرارا فى مسألة الخلافة. الصحيفة التى أفردت ملفا كاملا عن الوضع السياسى والاقتصادى فى مصر على موقعها الإلكترونى أمس الأول، نقلت عن دبلوماسى غربى قوله انه لا يعتقد أن الرئيس مبارك نفسه قد اتخذ أى قرار يتعلق بالخلافة وبالتأكيد فيما يتعلق بجمال أيضا». أضاف: إذا كان (مبارك) يريد جمال فإن أشياء كثيرة كانت ستحدث. وحقيقة أنه لا يفعل ذلك فهذا يجعلنى أعتقد بأنه لا يوجد سيناريو محدد قد وقع عليه اختياره بعد، وعلى الرغم من ذلك، فليس من الضرورى أن يستبعد ذلك». وأشارت الصحيفة نقلا عن محللين بأن جمال مبارك ربما يواجه مقاومة شرسة من الحرس القديم فى الحزب الوطنى الذين يتمتعون بصوت قوى داخله، وقالت الصحيفة إن مسئولين من بينهم الرئيس نفسه يؤكدون أن الدستور حدد قواعد الترشح للانتخابات الرئاسية وانه سيتم اتباع تلك القواعد عندما يحين الوقت. لكن الصحيفة أشارت فى ذات الوقت إلى أنه رغم تصريحات نجل الرئيس المتكررة بأنه ليس لديه طموحات شخصية، فإن ذلك لم يبدد الشكوك حول نواياه. وأوضحت أنه إذا لم يكن جمال مبارك مرشح الحزب فإنه من المتوقع أن يكون البديل واحدا من رجال الحزب الحاكم الأقوياء القادمين من مؤسسات سيادية. ورأت فايننشيال تايمز أن «المنافسين من خارج النظام مثل المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعى لا يبدو أن لديهم فرصة»، مشيرة إلى أن القواعد المنظمة للانتخابات تجعل من شبه المستحيل أن يدخل المرشحون المستقلون إلى حلبة السباق على الرئاسة. وانتقلت الصحيفة إلى الحديث عن الانتخابات التشريعية الأخيرة التى «أنتجت برلمانا بلا معارضة تقريبا»، حيث خرج الإخوان منها دون مقاعد، وأشارت إلى أن هذه الانتخابات أحدثت ضربة للحركة الإسلامية منذ عام 2005 الذى شهد حضورا برلمانيا كبيرا لهم. ونقلت عن أستاذ العلوم السياسية فى جامعة جورج تاون الأمريكية سامر شحاتة قوله: إن «السؤال الآن هو ما سوف تفعله جماعة الإخوان حتى تستمر على الساحة السياسية، حيث سيكون من الصعب بالنسبة لهم نشر أفكارهم والنشاط مرة أخرى». وقال القيادى عصام العريان: «الأولوية الآن هى الطعن فى نتائج الانتخابات، عن طريق المحاكم العليا والتعاون فى إستراتيجية من أجل التنسيق مع باقى قوى المعارضة». وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من دعوة البرادعى إلى حملة من الاحتجاجات السلمية والعصيان المدنى بعد الانتخابات وهو تحرك قد يشارك فيه مئات الآلاف من أنصار الجماعة، فإنه ليس من المؤكد ان يكون لدى قيادة الإخوان استعداد لمواجهة النظام، فبسؤال عصام العريان عن استعداد الجماعة لنزول الآلاف من أنصارها إلى الشوارع، أجاب العريان هذا القرار «لم يتخذ بعد». الصحيفة: مشكلة الخلافة السياسية تسهم فى تراجع الاستثمارات الأجنبية رغم التحسن فى معدلات النمو الاقتصادى المصرى، اعتبرت صحيفة الفايننشيال تايمز البريطانية فى ملحق خاص أعدته عن مصر، أن المزيد من الإصلاح الاقتصادى مازال مطلوبا حتى تتحقق معدلات النمو المرتفعة التى يحتاجها الاقتصاد لعلاج الفقر والبطالة، التى تتراوح بين 6 و7% سنويا. وتشير الصحيفة إلى التحسن فى الصادرات المصرية ومعدل الاستثمار الخاص وعائدات السياحة وتحويلات العاملين بالخارج، إلا أنها ترى الاستثمار الأجنبى المباشر هو الأقل تعافيا، وهو ما ترجعه إلى تدهور المناخ الدولى للتمويل من جهة، وعدم اليقين السياسى بخصوص خلافة الرئيس حسنى مبارك، «82 سنة»، من جهة أخرى. وعلى الرغم من تحسن الأداء الاقتصادى المصرى، فإن الكثير من المصريين مازالوا بعيدين عن الاستفادة بالنمو المتحقق، كما أن زيادة معدلات ارتفاع أسعار الغذاء التى وصلت إلى 22% فى أغسطس الماضى، زادت من الضغوط المفروضة على الكثير من الأسر. واعتبر ملحق الصحيفة البريطانية أن معدلات الإقراض فى البنوك المصرية مازالت ضعيفة، ورغم أن مصر كانت من بين دول قليلة فى الشرق الأوسط لم يتأثر قطاعها المصرفى كثيرا بالأزمة المالية العالمية، فإنها واحدة من بين ثلاث دول كبرى فى المنطقة تراجع لديها معدل نمو الإقراض الحقيقى.