دعا العقيد معمر القذافي، قائد الثورة الليبية، إلى الإسراع بإقامة الوحدة الإفريقية، محذرًا من مغبة التأخير في توحيد القارة على مستقبل أبنائها، وطالب بأن يكون لإفريقيا جيش واحد من مليون جندي لحمايتها من الطامعين في ثرواتها، والدفاع عن مياهها الإقليمية وحماية شواطئها. جاء ذلك في كلمة ألقاها القائد معمر القذافى في الاحتفالية المخصصة لكبار الضيوف، ضمن فعاليات الدورة الثالثة للمهرجان العالمي للفنون الإفريقية بالعاصمة السنغالية، مساء أمس الثلاثاء. ودعا القذافى، في كلمته بهذه الاحتفالية، إلى وجوب أن يكون هذا اليوم يوما تاريخيا، يتم فيه دق ناقوس الخطر على مستقبل إفريقيا، وإعلان أن الأفارقة لا يريدون أن يكونوا عبيدا، ولا يريدون أن تكون القارة حديقة خلفية للذين يتكالبون عليها الآن تكالب الضباع والذئاب. ولفت إلى أن المفيد هو الكلام عن الغد، عن مستقبل ملايين الشباب في إفريقيا، الذين لا يمكن السماح إطلاقا بأن يعانوا مثلما عانى آباؤهم وأجدادهم، في مراحل استعباد واسترقاق واستعمار الغرب للقارة. وشدد القذافى على أن الشباب الأفارقة، لا يمكن أن يعيشوا أحرارا، إلا إذا توحدت إفريقيا. معربا عن الأسف على تضييع عشرات السنين منذ عام 1963 عندما نادى "كوامي نيكروما" بإقامة حكومة للقارة الإفريقية. وأوضح أن مرحلة منظمة الوحدة الإفريقية، قد انتهت بتحرير إفريقيا، وأن مرحلة الاتحاد الإفريقي هي مرحلة الوحدة، متسائلا: لماذا إذن حررنا إفريقيا؟ هل لكي تتبع الدول المستقلة، دول الاستعمار مرة أخرى؟!. وشدد القذافي على ضرورة قيام حكومة اتحادية للقارة الإفريقية، وأن يكون لإفريقيا جيش واحد للدفاع عنها، وأن تلغى كل الجيوش الوطنية لأن ليس لها معنى. موضحا أن الجيوش الوطنية للدول الإفريقية لا تستطيع أن تقف أمام حلف شمال الأطلسي، ولا أمام الجيش الأمريكي أو الجيش الفرنسي أو الصيني أو الهندي أو البرازيلي، داعيا إلى تشكيل جيش إفريقي واحد.