فى إطار العواصف تعرض أمس نحو 50 فدانا بقريتى برج مغيزل والجيزة الخضراء بمحافظة كفر الشيخ إلى الغرق الكامل بمياه البحر المتوسط عند التقائه بفرع رشيد بسبب ارتفاع أمواج البحر الأبيض المتوسط إلى 6 أمتار. وأعلنت وزارة الرى عن رفع حالة الطوارئ والتنسيق مع كل المحافظات الواقعة فى شمال وغرب الدلتا لمواجهة خطورة التغيرات المناخية، وارتفاع أمواج البحر، والمرور اليومى على الجسور والرياحات والترع الرئيسية لكتابة تقارير يومية عن أوضاعها ودرجات الخطورة المتوقعة رغم استقرار أوضاعها حتى الآن حسب وزير الرى، محمد نصر الدين علام. يذكر أن العامين الماضيين شهدا جدلا حول إمكان غرق الدلتا بسبب التغيرات المناخية وارتفاع مستوى سطح البحر بنحو مترين حتى نهاية القرن الحالى، واختلاف السيناريوهات التى قلل بعضها من خطورة التغيرات المناخية على الدلتا أو تأكيد غرق الدلتا. وتعتبر هذه التغيرات من الأحداث المتطرفة للتغيرات المناخية، التى تأتى بشكل مفاجئ وغير مسبوق، فارتفاع مستوى موج البحر من 3 أمتار حتى 6 أمتار فى أقل من يوم هو تغير مفاجئ يثير العديد من المخاوف باعتباره الأخطر على أراضى الدلتا من الارتفاع التدريجى فى مستوى سطح البحر على مدار السنين حسب خبير المياه ومستشار وزير الرى، ضياء الدين القوصى. وأوضح القوصى ل«الشروق»، إن هذه الأحداث المتطرفة يصعب التعامل معها، لحدوثها بشكل مفاجئ دون استباق، وتحدث لمرة واحدة مع تغير الأماكن المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط، مؤكداً عدم إمكان التنبؤ بمثل هذه التغيرات على المدى القريب. ودعا مستشار وزير الرى الفلاحين المتضررين من غرق أراضيهم إلى سرعة حفر زواريق (ممرات صغيرة) أو مصارف مكشوفة لصرف مياه البحر شديدة الملوحة إليها، وغسل الأراضى بالمياه العذبة لإنقاذ المحاصيل من نسبة الملوحة العالية فى مياه البحر. وقلل القوصى من خطورة المياه المالحة التى أغرقت الأراضى على زراعات الموسم الشتوى بهذه المنطقة، لأن هناك عددا من الزراعات الشتوية التى لم يبدأ توقيتها بعد. وفى سياق متصل قرر علام خفض مناسيب المياه فى الترع والرياحات الرئيسية، طوال فترة النوات الشتوية وحالة عدم الاستقرار، لاستيعاب أى كميات من مياه الأمطار ومواجهة أى غرق للأراضى.