نجحت السوق المصرية خلال الأسبوع الماضى فى تخطى أزمة إنفلونزا الخنازير، واستطاعت أن تتحول إلى المكاسب مرة أخرى بعد يومين من الخسائر الاثنين والثلاثاء ليستقر المؤشر الرئيسى للأسهم الثلاثين إى جى إكس فوق ال5000 نقطة، وأغلق عند 5191.3 نقطة، بصعود بنسبة 4.09٪ وأيضا ربح مؤشر إى جى إكس 70 نسبة 67٪. ولم تهدأ حتى الآن المخاوف العالمية من تفشى هذا المرض الذى يعمل على إرجاء تعافى الأسواق بعدما كان وشيكا، «لكن يبدو أن السوق وضعت هذه الأزمة فى حجمها الطبيعى الصغير محليا»، كما قال أحمد فاروق مسئول التداول فى شركة كاونسل للسمسرة فى الأوراق المالية. وقد انخفضت قيمة التعاملات نسبيا خاصة فى يومى الهبوط، على خلفية خروج الأجانب بسبب مخاوفهم من تأثيرات المرض على الاقتصاد العالمى، الذى ما زال فى وضع متأزم أصلا، لكنها استقرت فوق المليار جنيه فى باقى الأيام، وقال فاروق إنه عندما يكون المؤشر منخفضا، وهناك تراجع محدود فى حجم التعامل، يعتبر الوضع جيدا «لأنه يعنى أن البياع ضعيف والمشترى قوى، أى أن السوق ستعاود الصعود». وتوقع فاروق أن تواصل السوق اتجاهها الصعودى، حتى لو تراجع المؤشر إلى ما دون حاجز ال5000 نقطة مجددا، وأشار إلى أن السوق منذ تعافيها من خسائرها السابقة، بدأت تأخذ سلوكا يتسم بالصعود على مدى عدة جلسات، والعودة إلى الهبوط لجنى الأرباح، كما تتبادل الأسهم الكبيرة والصغيرة الأدوار فى الصعود والهبوط. وقادت أسهم الشركات العقارية نشاط السوق الأسبوع الماضى، ويرجع بعض المحللين ذلك إلى أهمية هذه الأسهم، وتداولها بأسعار أقل من قيمها الحقيقية بفارق كبير، وتصدر سهم طلعت مصطفى حجم التداول من ناحية القيمة، ورغم خسارته فى أول أيام التداول إلا أنه استطاع تعويض ذلك منهيا الأسبوع بارتفاع بنسبة 1.47٪، ووصل إلى 4.8 جنيه، ويرى فاروق أن شائعة استحواذ مجموعة الخرافى على حصة من الشركة أدت إلى صعود السهم بنسبة كبيرة، لكن نفى الخرافى للشائعة أدى إلى تقليص مكاسب السهم، رغم أن الشركة جيدة من ناحية التقييم المالى. وكسب سهم المصريين للإسكان والتعمير نسبة 47٪، ووصل إلى 9.47 جنيه، وقال فاروق إن هذا السهم يطلق عليه الفترة الأخيرة اسم (السهم اللوذعي)، فى إشارة إلى تحكم بعض المضاربين فيه، مما دفعه للصعود بهذه النسبة. وأيضا سهم المصريين فى الخارج للاستثمار، حيث ارتفع بنسبة 10.11٪، ووصل إلى 12.85، ويرى فاروق أن سهم هذه الشركة استفاد من صعود قطاعى العقارات، والمالى، كون محفظته الاستثمارية تضم حصصا فى شركات عقارية، وشركات مالية. وزحف سهم المصرية للمنتجعات السياحية الأسبوع الماضى إلى منطقة الأسهم النشطة من ناحية حجم التداول، وصعد بنسبة 13.26٪، ووصل إلى 2.22 جنيه، وكانت شركة سى آى كابيتال قد رفعت السعر المستهدف له من 1.8 جنيه إلى 5 جنيهات، بسبب توقعات تشير إلى أن انخفاض أسعار مواد البناء إضافة إلى سعر الفائدة، فضلا عن عمليات ضخ كميات كبيرة من الأموال فى الأسواق على المستويين المحلى والعالمى، ستؤدى إلى دعم أداء الشركة. ويرى فاروق أن المنتجعات تعد من الشركات القوية من ناحية الأصول التى تمتلكها، «لها حصة كبيرة من أرض سهل حشيش»، لكن أداءها التشغيلى ليس على نفس المستوى، لكن عند التقييم الأساسى هذه الأصول تعتبر داعما رئيسيا لها. وصعد سهم أوراسكوم للإنشاء والصناعة بنسبة 3.94، ووصل إلى 159.56جنيه، وأرجع فاروق ذلك إلى إقبال المستثمرين من الصناديق المحلية عليه طوال الأسبوع. وأدت توقعات نمو أرباح الشركة المصرية لخدمات المحمول (موبينيل)، التى تم إعلانها فى مساء يوم الأربعاء، فضلا عن ما تردد عن صفقة استحواذ فرانس تيليكوم على حصة أوراسكوم تيليكوم فى الشركة، بسعر لن يقل عن 220 جنيها، إلى تحقيق السهم مكاسب فى مجمل الأسبوع بنسبة 2.82٪، وأغلق عند 208.1 جنيه، رغم هبوطه فى تعاملات الخميس بنسبة طفيفة، وقال فاروق إن تراجع معدل نمو أرباح الشركة فى الربع الأول بنسبة 6٪ خلافا لتوقعات المحللين، لا يؤثر على أداء السهم بنفس قدر آثار احتمالات تنفيذ الصفقة المرتقبة. كما أغلق سهم أوراسكوم تيليكوم نهاية الأسبوع رابحا نسبة5.2٪، ووصل إلى 32 جنيها، «إن السهم ما زال فى وضع سعرى جيد ومناسب» تبعا لفاروق. وحقق سعر سهم الدولية للمحاصيل الزراعية نموا كبيرا قبل أن ينخفض نهاية الأسبوع بنسبة طفيفة، وكسب فى مجمل الأسبوع نسبة 15.45٪، ووصل إلى 14.12جنيه، وفيما يرجع بعض المحللين ذلك إلى الأهمية، التى بدأت تبرز لشركات الغذاء فى ظل تراجع إنتاجه على المستوى العالمى وتوقعات معاودة صعود أسعاره مجددا فى وقت قريب، يرى آخرون ومن بينهم فاروق، أن هذا الصعود بسبب المضاربة على السهم.