رفعت منظمة الصحة العالمية درجة التدابير من إنفلونزا الخنازير إلى الدرجة الخامسة، أى قبل الدرجة القصوى بدرجة واحدة، وقالت المنظمة إن البشرية كلها مهددة بالوباء. وفى الوقت نفسه تسارعت الجهود فى مصر لمكافحة مرض إنفلونزا الخنازير الذى يكسب فى كل يوم أرضا جديدة فى كل قارات العالم، فعقد الرئيس محمد حسنى مبارك اجتماعا وزاريا للاطلاع على آخر المتغيرات والمستجدات العالمية فيما يتعلق بظهور وانتشار فيروس «إتش 1 إن 1» المسمى بإنفلونزا الخنازير فى عدد من الدول، حيث تم بحث الإجراءات اللازم اتخاذها للوقاية من هذا الفيروس وتجنب احتمال ظهور حالات إصابة بالفيروس فى مصر، وقد تقرر اتخاذ الإجراءات والتدابير الوقائية اللازمة بالمطارات والموانئ وتفعيل إجراءات الحجر الصحى وفحص المشتبه فى إصابتهم من العائدين والوافدين من دول ظهرت فيها حالات إصابة بالمرض أو العائدين من مناطق تجمعات جماهيرية من جنسيات مختلفة خارج مصر. وتقرر أيضا تكثيف حملات التوعية وتوفير المواد الإرشادية والمعلومات اللازمة عن سبل الوقاية من المرض لرفع الوعى الجماهيرى بأساليب الوقاية دون المبالغة فيها، والتأكيد على عدم ظهور أى حالات إصابة بالفيروس فى مصر حتى الآن. وتشكيل لجنة دائمة برئاسة الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء والوزراء المعنيين لمتابعة الموقف أولا بأول واتخاذ أى تدابير أو إجراءات لازمة. وفى السياق ذاته علمت «الشروق» أن الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة قام بزيارة خاصة للمقر البابوى التقى فيها الأنبا شنودة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وطلب منه توعية الأقباط من التعامل مع الخنازير، فى ظل انتشار مرض إنفلونزا الخنازير الفتاك. وقال الأنبا شنودة أمس الأول خلال عظة الأربعاء بالكاتدرائية الكبرى بالعباسية إن «كل البيانات الحكومية تؤكد أن مصر خالية من حالات الإصابة بإنفلونزا الخنازير، والدولة ستهتم بالقادمين من الخارج، وما يتردد حول وجود الوباء فى مصر هو تهويل من الصحف، لكن الاحتراس واجب». وفى الوقت الذى لم يعترض فيه مربى الخنازير على قرار رئيس الجمهورية القاضى بذبح جميع الخنازير الموجودة على أرض مصر، طالبوا المسئولين بصرف تعويضات مناسبة لهم، تعوضهم عن الخسائر التى يقولون إنها لحقت بهم جراء التخلص من مصدر دخلهم الوحيد. وقال جوزيف دومينيتش كبير البيطريين بمنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) لرويترز إن قرار مصر ذبح جميع الخنازير فى البلاد هو «خطأ حقيقى» وسبب آخر لحاجة العالم إلى إعادة التفكير فى وصف «إنفلونزا الخنازير» الذى يستخدمه فى الإشارة إلى الفيروس الذى يصيب الإنسان. في غضون ذلك أعلن الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة أنه يتم حاليا عمل ملفات صحية لجميع عمال جامعى القمامة فى مصر والبالغ عددهم نحو 34 ألف عامل، كما تتم متابعة حالتهم الصحية خاصة العاملين منهم فى الأماكن التى تتم تربية الخنازير بها. وحول حملات الهيئة لإعدام الخنازير أشار الدكتور بندارى إلى أن إدارة مصر القديمة قامت بجمع 85 خنزيرا هى كل العدد هناك وتوجهوا بها إلى المجزر الآلى بالبساتين لذبحها، حيث توجد هناك لجنة بالفعل لمتابعة عملية الذبح، كما توجهت لجنة أخرى لمنشية ناصر لإجراء الفحوص المعملية، مؤكدا أن كل النتائج أثبتت سلبيتها لكنها إجراءات احترازية ووقائية.