بتصفيق وإشادة كبيرة قابل الجمهور جوانيتا ويلسون مخرجة فيلم «وكأننى لم أكن هناك» الذى اشترك فى إنتاجه ثلاث دول هى أيرلندا، ومقدونيا، والسويد: الفيلم يسرد قصة حقيقية فى حرب البوسنة أصدرتها إحدى الصحفيات فى كتاب من خلال معايشتها وتغطيتها للحرب. وخلال الندوة التى أقامتها بعد العرض الأول للفيلم أوضحت أنها شعرت بمسئولية كبيرة تجاه القضية وصدق سرد تفاصيلها لأنها أجنبية وليست من البوسنة، مشيرة إلى أنها تعمدت البعد عن جو الحروب والمواجهات العسكرية وفضلت أن تسرد قصة الفتاة التى قررت أن تواجه المأساة التى تعرضت لها والمتمثلة فى اقتيادها مع نساء القرية إلى معسكر الجنود حتى يكن وسيلة ترفيه. ومع مشهد اغتصابها بقسوة من قبل ثلاثة جنود تبدأ الحكاية، وأشارت جوانيتا إلى أن مشهد الاغتصاب كان تحديا كبيرا بالنسبة لها حيث حرصت على أن يبدو واقعيا وفى الوقت ذاته تريد أن يخرج بلا إسفاف أو عرى حتى لا تخدش حياء المشاهدين. وكان لذكر كلمة الطهارة كثيرا فى الفيلم مغزى حسب تأكيد المخرجة حيث يكون هذا حال الضحية التى تتعرض لاغتصاب إحساسا منها بأن الماء سيطهرها، ولكن الحقيقة أن الجرح الداخلى دائما يشعرها بعدم الطهارة. وفى نهاية الندوة أكدت جوانيتا أن ميزانية الفيلم مليون يورو تقريبا، وأنها كانت تتمنى أن تصور كل مشاهد الفيلم فى البوسنة، ولكنهم رفضوا لأننى مخرجة أجنبية، لذلك كان التصوير بين مقدونيا والسويد والبوسنة.