في المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي عرض الفيلم الايرلندي وكأني لم أكن هناك للمخرجة خوانيتا ويلسن وبطولة فيديا ستوكان وتدور أحداثه حول امرأة شابة من سراييفو تحطمت حياتها عندما دخل عليها جندي شاب في منزلها وتم اقتيادها مع نساء القرية إلي معسكر في منطقة بعيدة علي حدود البوسنة وهناك بدأ كابوس هذه الفتاة الصغيرة التي اختيرت للترفيه عن الجنود وسط تهديد دائم بالموت. وعقب الفيلم عقدت ندوة مع مخرجته خوانيتا والتي رشحت من قبل لجائزة الأوسكار في عام2008 عن فيلمها الأول الباب وحصلت علي عدد من الجوائز في مهرجانات عالمية منها جائزة الميدالية الذهبية من مهرجان بيلباو الدولي, وجائزة الفيلم القصير من مهرجان أكاديمية السينما والتليفزيون الايرلندي. وفيلم كإنني لم أكن هناك هو الثاني بعد الباب عن الحرب البوسنية وقصته مأخوذة عن رواية للصحفية الكرواتية سلافينكا دراكوليك بنفس الاسم, وعن هذا الاسم قالت خوانيتا انها فضلت الاحتفاظ به لأن به دلالات نفسية مرتبطة بحالات الاغتصاب وهي ان أغلب من يتعرضن لها يلجأن للانفصال خارج هذا الجسد ويتعاملن معها وكأنها لا تحدث معهن وكأنها تخص امرأة اخري. وعن كونها مخرجة اجنبية وتقدم فيلما عن الحرب في البوسنة احدي مناطق العالم الاسلامي قالت انها شعرت بمسئولية كبيرة وصعوبة في ذلك واشارت إلي انها ابتعدت عن تفاصيل الحرب واهتمت بالتركيز علي مشاعر من عاشوا هذه الفترة من خلال هذه المرأة الشابة التي تدمرت حياتها وشجاعتها في محاولة النجاة. وأشاد الحضور بالممثلة التي أدت دور البطولة في الفيلم ورشحها الجميع لجائزة أفضل ممثلة وعلقت المخرجة بأنها تعتبر نفسها محظوظة بالعثور عليها, وذكرت انها بحثت عنها لمدة لا تقل عن تسعة أشهر في عدد من الدول منها سراييفو وألمانيا لأن الدور يتطلب فتاة شابة وذكية وبريئة في نفس الوقت وتتفهم طبيعة الدور وهي مواصفات من الصعب العثور عليها مجتمعة إلي ان عثرت عليها بالمصادفة عندما تقدمت لقراءة دور الفتاة الصغيرة التي ماتت في الفيلم فطلبت منها قراءة الدور الرئيسي وذهلت من طريقتها في الاداء رغم انها لم تحصل علي وقت كاف للاستعداد ووجدت فيه موهبة رائعة وحضورا وجاذبية وكما هائلا من المشاعر يظهر بوضوح علي الشاشة. وتشير خوانيتا إلي انتاج الفيلم تم تصويره بين مقدونيا والبوسنة والسويد ولم تكن هناك فرصة لتصويره بالكامل في البوسنة لأن الوضع صعب هناك ولايسمح بمساعدة المخرجين الاجانب للعمل هناك الانتاج مشترك بين ايرلندا ومقدونيا والسويد وتكلفته ما يقرب من مليون و200 ألف يورو.