واصل قطار الإطاحة بمدربي الدوري المصري مسيرته، بعد استقالة مختار مختار المدير الفني للمصري من منصبه عقب خسارة الفريق البورسعيدي على ملعبه ووسط جماهيره أمام سموحة 1-3 في الأسبوع الثاني عشر للدوري. استقالة مختار جاءت عكس التوقعات، خاصة بعد نجاحه في تحقيق نتائج قوية مع الفريق منذ بداية الموسم، خاصة مع ثلاثي المقدمة، حيث تعادل مع الأهلي في القاهرة، وأسقط الإسماعيلي بثنائية في بورسعيد، قبل أن يخسر بصعوبة أمام الزمالك في القاهرة بهدف نظيف في الدقائق الأخيرة. إلا أن جماهير المصري تناست هذه النتائج تمامًا، وهتفت بشدة ضد مختار ومعاونيه بعد الهزيمة أمام سموحة، كما لم يسلم اللاعبين من السباب، ليعلن مختار عن رحيله من تدريب الفريق، ليصبح كامل أبوعلي رئيس النادي في موقف حرج بعدما أصبح حلمه بتكوين فريق قادر على المنافسة في مهب الريح. وتعد استقالة مختار هي المحطة الثامنة التي توقف عندها قطار الإطاحة بالمدربين سواء بالإقالة أو الاستقالة عن تراض لظروف مختلفة أو استقالة إجبارية بفعل الضغوط الجماهيرية، وسوء النتائج. ففي الجولة الماضية من الدوري، استغنى نادي الاتحاد السكندري عن مدربه البرازيلي كارلوس كابرال نظرًا لسوء النتائج التي وضعت زعيم الثغر في موقف حرج، وتراجعت به لمنطقة الأندية الثلاثة المهددة بالهبوط.، إضافة إلى تكرار المدرب البرازيلي لصداماته مع اللاعبين، وتحديدًا إبراهيم سعيد الذي أبعده كابرال تمامًا عن المشاركة في المباريات مما دفع اللاعب لفسخ عقده قبل أن يعود مجددًا لصفوف الفريق الذي يقوده حاليًا محمد عامر. وفي الأسبوع الحادي عشر للدوري أيضًا، أقال نادي سموحة ممثل الإسكندرية الثاني مديره الفني الفرنسي باتريس نوفو الذي فشل في قيادة الفريق نحو تحقيق أي فوز طوال عشر مباريات له مع الفريق ليحتل الفريق ذيل الجدول، قبل أن تعلن إدارة سموحة عن تعيين حمزة الجمل ليصبح ثالث مدرب للفريق السكندري الذي تولى محسن صالح قيادته فنيًا في الأسبوع الأول للبطولة. ونفس الأمر تكرر مع نادي المقاولون العرب الذي تعاقب على تدريبه حتى الآن ثلاثة مدربين، فبعد الإطاحة بمحمد عامر عقب الخسارة أمام وادي دجلة في الأسبوع الأول، عانى حمزة الجمل من نفس مصير سلفه بقلعة "ذئاب الجبل" ولكن في الأسبوع العاشر، ليحل مكانه الفرنسي إيفيكا تودوروف. وسبق ذلك قرار إدارة نادي الجونة بإقالة إسماعيل يوسف بعد نهاية الأسبوع السابع، ليخلفه أنور سلامة الذي ترك تدريب الاتحاد الليبي، ويعود لينتشل الجونة من عثرته، حيث لم يتلق ممثل الغردقة أي خسارة في خمس مباريات متتالية تحت قيادة سلامة. وفي إستاد الإسماعيلية، كررت جماهير الأهلي هتافها "كفاية يا بدري"، وذلك بعد خسارة الفريق المهينة أمام الإسماعيلي 1-3 في الأسبوع الحادي عشر للدوري، ليجد حسام البدري أن بقاءه في منصبه لن يفيد، وخرج بعدها مباشرة ليعلن استقالته من منصبه، وتعلن إدارة الأهلي عن تعيين عبد العزيز عبد الشافي مديرًا فنيًا للفريق حتى نهاية العام الجاري. جماهير الأهلي رأت أنها كانت رحيمة بالبدري، ولكن الكيل فاض بها بعد هبوط أداء الفريق بصورة لافتة، وتراجع نتائجه بشدة في الدوري، وابتعاده قليلاً عن قمة الدوري، لتصبح إمبراطورية الأهلي على المستوى المحلي والتي بناها البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني السابق للفريق مهددة بالانهيار. كما رأت هذه الجماهير أن الوقت قد حان بالفعل للتغيير، وأنه لم تعد هناك أعناق تحمل البدري من جديد بعد أن فعلت بعض الجماهير ذلك عقب خسارة الفريق للقب الأفريقي بالخروج أمام الترجي التونسي في نصف نهائي دوري الأبطال. في المقابل، تخلف قطار الإطاحة بالمدربين عن الوقوف في عشر محطات، أبرزها أندية المؤسسات العسكرية التي احتفظت بمدربيها منذ بداية الموسم، فبقى فاروق جعفر مع طلائع الجيش رغم تراجع نتائج الفريق، وكذلك الحال مع أسامة عرابي المدير الفني للإنتاج الحربي الذي يقدم نتائج جيدة هذا الموسم. ومع طلعت يوسف يواصل اتحاد الشرطة مسيرته القوية في الدوري هذا الموسم والتي تضعه الآن ضمن المتنافسين على صدارة الدوري، كما احتفظ حرس الحدود بمدربه طارق العشري بعد تراجعه أكثر من مرة عن تفكيره في الاستقالة من منصبه. وتتمتع أندية البترول أيضًا باستقرار كبير على صعيد أجهزتها الفنية، حيث يقود البلغاري مالدينوف فريق إنبي نحو التواجد بقوة في المربع الذهبي للدوري، واحتفظ حلمي طولان بمنصبه في بتروجت بعد تحسن نتائج الفريق التي اهتزت بقوة بالهزيمة في أول ثلاثة لقاءات بالدوري. ودفعت العروض القوية التي يقدمها مصر المقاصة للإبقاء على مدربه طارق يحيى الذي يقود ممثل الفيوم بكفاءة في أول مواسمه بالدوري الممتاز، كما فلت البلجيكي والتر ميوس المدير الفني لوادي دجلة من مقصلة المدربين بعد بقائه في منصبه حتى الآن رغم الإيقاع الغريب لنتائج فريقه. وأثمر خروج الإسماعيلي من دوري أبطال أفريقيا في استقرار نتائج الفريق في بطولة الدوري، مما جعل الهولندي مارك فوتا باقيًا في منصبه، خاصة بعد الفوز الكبير للدراويش 3-1 على الأهلي، وإلحاق الهزيمة الأولى والوحيدة ببطل الدوري في آخر ست سنوات. ويعد نادي الزمالك هو الحالة الأبرز هذا الموسم، حيث تخلت الإدارة البيضاء عن العادة التي لازمتها طوال السنوات الأخيرة بتغيير الأجهزة الفنية عقب أي إخفاق للفريق. لم تتأثر إدارة الزمالك بتراجع النتائج في أول أربع مباريات بالدوري بالتعادل مع حرس الحدود، والجونة، والخسارة أمام إنبي، مقابل تحقيق فوز يتيم على بتروجت، إضافة إلى المشاكل العاصفة لعدد من اللاعبين البارزين مثل الحارس الدولي عصام الحضري، وشيكابالا وحسين ياسر المحمدي نجمي الفريق. قابلت إدارة الزمالك كل هذه الظروف بثبات تام، وجددت الثقة في التوأم حسام وإبراهيم حسن، حتى تحسنت نتائج الفريق حتى انطلق بقوة ليتربع على صدارة الدوري بفارق أربع نقاط عن اتحاد الشرطة صاحب المركز الثاني.