تحولت الأغانى الشعبية إلى أحدث الأسلحة التى يستخدمها المرشحون فى المعركة الانتخابية واتجه عدد كبير من مرشحى مجلس الشعب بمختلف اتجاهاتهم السياسية إلى الاستعانة ببعض المطربين الشعبيين لغناء أشعار كتبت خصيصا من أجل الحملات الدعائية، وقرر بعضهم وضع سيارات تحمل «D G» أمام اللجان لجذب الناخبين للتصويت. «سيارات تجوب شوارع الدائرة محملة بمكبرات صوت ضخمة تصدح بأغانٍ شعبية صاخبة تدعو الأهالى للتصويت لصالح مرشح معين أمام اللجان، «لذيذ وطاهر أبوقلب طاهر دايما معانا كلك أمانة أبوزيد ده مننا ومنور حينا أبوزيد هو اللى فيهم دايما إيده فى إيديهم»، كانت تلك مقاطع من أغانٍ أعدت خصيصا للدعاية للاعب كرة القدم طاهر أبوزيد مرشح الوفد على مقعد الفئات بدائرة الساحل. أما وزير المالية يوسف بطرس غالى مرشح «الوطنى» على مقعد الفئات بدائرة المعهد الفنى وحليفه مرشح الحزب على مقعد الفئات محمد سوستة فطافت المكبرات بدائرتهما تردد «الباشا ابن الباشا بيقابل الناس ببشاشة»، «الكبير كبير سوستة والوزير، خدموا أهل شبرا الصغير والكبير.. مبارك قال هاتوه، ده شبعان من بيت أبوه.. دمه خفيف وذوق وخلى أهل شبرا فوق»، «هبه هبه هبه غالى تحت القبة». وفى دائرة بولاق الدكرور انطلقت أغنية للمطرب الشعبى شعبان عبدالرحيم ومؤلفه إسلام تدعم المرشح «سيد المناعى» تقول كلماتها: عشان الحاج سيد هنقول كلام كتير، عشان الحاج دايما بيعطف ع الفقير وإييييه!، فى حين استعان المرشح صلاح عبدالحليم بمطرب آخر ليغنى له أغنية تقول كلماتها: الشيخ صلاح ده راجل صالح.. مالوش أبدا فى المصالح.. راجل تاخد منه الخير.. وكل شىء صالح. مرشحو جماعة الإخوان المسلمين قاموا بعمل بعض الأغانى والأناشيد قام بتأليفها الشيخ أمين شاعر العامية المعروف، فيما استعان الشيخ سيد عسكر، مرشح الجماعة على مقعد الفئات بدائرة طنطا، بلحن أغنية الأطفال الشهيرة «ذهب الليل وطلع الفجر» ووضعه على كلمات أخرى تروج له وتقول كلمات الأغنية: جدو الشيخ سيد عسكر.. الفنجان رمزه.. قلت لماما وبابا وتيتة لازم ننتخبه. أما الفنانة سميرة أحمد مرشحة حزب الوفد لمقعد الفئات فى دائرة باب الشعرية والموسكى فاستعانت بالمطرب الشعبى عبدالباسط حمودة فى مؤتمرها الأخير وغنى لها «قوليلى إيه يا مرايتى، قوليلى إيه حكايتى.. تكونشى دى نهايتى وآخر قصتى، أنا مش عارفنى أنا مش أنا». «نستخدم كلمات بسيطة مصحوبة بموسيقى صاخبة لجذب انتباه الناخبين لمرشحنا للتصويت لصالحه»، هذا ما قاله محمد عصام، المسئول حملة الدعاية الانتخابية لأبوزيد. وأوضح عصام أن 4 من أبناء الدائرة ألفوا 4 أغانى خصيصا لأبوزيد «على سبيل المجاملة»، مشيرا إلى أن تكلفة الأغنية الواحدة يتجاوز الألف جنيه. «الكلمات السهلة المصحوبة بالموسيقى الصاخبة آلية فعالة لجذب ساكنى الساحل البسطاء لمرشحنا وتساعدهم على حفظ اسمه بسهوله والتصويت لصالحه يوم الانتخابات»، حقيقة أكدها عصام. وتعتبر الفترة الممتدة من الرابعة عصرا حتى التاسعة مساء أكثر الفترات، التى تجوب فيها السيارات شوارع الدائرة لأنها الفترة، التى تشهد عودة الموظفين لمنازلهم، بحسب عصام. وقال عصام إنهم بصدد زيادة عدد السيارات، التى تجوب الدائرة وزيادة ساعات انتشارها فى شوارعها لجذب أكبر عدد ممكن من الناخبين للتصويت لصالح أبوزيد، حسب قوله. رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة الدكتور عدلى رضا، قال استخدام المرشحين أساليب جديدة فى دعايتهم الانتخابية، مثل تلحين أغانٍ ذات كلمات مخصصة لهم، وتوزيع ال cd، أو استخدام الموقع الاجتماعى «الفيس بوك» لعرض برامجهم الانتخابية، حتى تكون وسائل جديدة لجذب انتباه الناخبين، والظهور بشكل جديد بعيدا عن الأساليب النمطية مثل اللافتات. وأكد رضا أن أفضل وسيلة للدعاية الانتخابية هى الاتصال المباشر بالناخبين، وأن يقدم المرشح نفسه بمصداقية فى تقديم استعدادات للخدمة العامة، مشيرا إلى أن المرشح ليس بالضرورة أن يجهز خطاب سياسى حتى يقنع الناخبين بشخصيته، لكن استخدام اللغة البسيطة أفضل كثيرا من استخدام أساليب الدعاية الانتخابية. وركز عدلى، على أهمية شخصية المرشح ومصداقيته واستعداده لتقديم خدمات للناس، وليس تقديم خدمات لنفسه، وأن يكون لديه هدف أسمى من الشهرة وأن يكون عضوا فى البرلمان.