في حين يتواصل الجدل حول جدوى نظام الكوتا النسائية بين من يراه تمييزا إيجابيا متأخرا لشريحة غيبت عن التمثيل وبين من يتهم الدولة بأنها تطبقه لإحكام سيطرتها على مقاعد شبه مضمونة، نشرت دويتشه فيله الألمانية تقريرا مطولا عن الانتخابات المصرية استطلعت فيه آراء بعض المرشحات والناشطات. أول فائزة ب"كوتا" التزكية ترى نرمين البدراوي، مرشحة الحزب الوطني الحاكم لمقعد كوتا محافظة 6 أكتوبر، أن فوزها المتوقع بالتزكية، بعد أن أحجم الجميع عن التنافس معها، هو نتيجة طبيعية لممارستها الحزبية، لا لكونها امرأة أو محسوبة على الحزب الحاكم. وتذكر، في حوارها مع دويتشه فيله، إلى مناصبها الحزبية النسوية: فهي عضو الأمانة المركزية للمرأة بالحزب، وخاضت معركة شرسة على مقعد الفلاحين في عام 2005 عن نفس الدائرة. ولم تبتعد عن دائرتها الانتخابية رغم خسارتها في الانتخابات الماضية. فقد قامت بالتبرع من مالها الخاص لبناء مكتب بريد في قرية نزلة الأشطر تسهيلا لمعاملات المواطنين. وبحكم خبرتها بمحافظتها ذات التركيبة الريفية، ترى أن ترجيح مرشح على آخر لا يأتي من كونه ذكرا أو أنثى، بل بحجم ما يقدمه من خدمات لأبناء دائرته. وتعرب البدراوي عن اعتقادها بأن من يتحدثون عن الكوتا كتكتيك لسيطرة الحزب الوطني على المقاعد "يروجون لأفكار تبرر فشلهم في اللحاق بالآخرين". الاستجابة الرئاسية للكوتا المغرضة تقول دوتشه فيله إن الإعلامية جميلة إسماعيل رفضت أن تخوض المعركة على نسبة الكوتا، وهي تواجه الآن مرشحا شهيرا للحزب الحاكم على المقعد نفسه. وترى أن تطبيق الكوتا لم يكن ثمرة لنضالات المجتمع المدني، بل جاء بإشارة تم بموجبها "طبخ قانون الكوتا بأسرع ما يمكن". وترى جميلة إسماعيل في تطبيق نظام الكوتا استخداما مغرضا لمفهوم التمييز الإيجابي؛ فقد استولت الدولة من خلاله، وكما حدث في تأسيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، على خطاب مناضلي حقوق الإنسان". ولا يكفي نظام الكوتا لتصديق النية التي سرعان ما تظهر رائحتها سريعا، خصوصا أن إعادة انتخاب الرئيس مبارك لمرة سادسة، أو اختيار خلفه في حال خلو السلطة بشكل مفاجئ، تقع على عاتق المجلس القادم". وتتوقع مرشحة حزب الغد أن تفوز مرشحات الحزب الوطني الحاكم وفق هذا النظام بمعدل 55 مقعدا من أصل ال64 هي عدد المقاعد المتنافس عليها وفق هذا النظام. وتكشف المذيعة جميلة إسماعيل لدويتشه فيله أن ناخبيها معجبون بفكرة ترشحها خارج الكوتا. فرغم استهدافها شخصيا، عبر آليات تشويه سمعتها كسيدة، فإن جمهورها يراها "ست جدعة" بالمفهوم الصعيدي. إدماج النساء بعزلهن أكثر وبدورها تقول نهاد أبو القمصان، رئيسة المركز المصري لحقوق المرأة، بأنها كحقوقية ترى في الانتخابات الحالية "أمرا محبطا". وتنبه أبو القمصان، في حوارها مع دويتشه فيله، إلى تاريخية دعوتها بربط الكوتا بتغيير النظام الانتخابي من الفردي إلى نظام القائمة النسبية. فالنظام الفردي يدعم فكرة الترشح على أساس المال أو العصبية القبلية، والكوتا في ظل هذا النظام "تؤبد أمراض الحياة السياسية المصرية"، أما نظام القوائم النسبية فيسمح للمرشحات من النساء، أن يكن ضمن برنامج سياسي عام وشامل". وترى أبو القمصان أن إضافة 64 مقعدا، إلى مقاعد المجلس البالغة 444 مقعدا، هي أقرب لثقافة العزل منها للإدماج. فلن تأخذ المرأة، وفق هذا النظام، مواقعها الحقيقي، بل "يتم إلحاقها عبر نسبة مضافة، دون إغضاب للرجال، كإقامة عربة للسيدات في مترو الأنفاق". ووفقا لتحليلها الكمي والكيفي لعدد المرشحات على الكوتا ترى أن فرص المستقلات منهن شبه معدومة. فرغم جرأتهن في خوض المغامرة، إلا أن فرص الحزبيات أفضل. لكن المؤكد رقميا هو زيادة تمثيل المرأة، والفرصة الوحيدة هو العمل مع التركيبة الداخلة وتدريبها وتوعيتها لاحقا بمطالب لوبي نسائي. وتضيف أبو القمصان بأن المشكلة تكمن بأن هؤلاء النسوة سيتعرضن غالبا لابتزاز أنهن نساء وقادمات بكوتا. يمكنكم متابعة مزيد من التغطيات من خلال مرصد الشروق لانتخابات برلمان 2010 عبر مرصد الشروق عبر فيس بوك مرصد الشروق عبر تويتر