طالبت الدول العربية مصر، بصفتها الممثل العربى فى الرئاسة المشتركة ل«الاتحاد من أجل المتوسط» مع فرنسا، تأجيل قمة الاتحاد الثانية، المقرر عقدها فى إسبانيا يومى العشرين والحادى والعشرين من الشهر الجارى. وقال دبلوماسى عربى فى العاصمة البلجيكية بروكسل ل«الشروق» إن «أسباب تأجيل القمة، التى كانت مقررة فى يونيو الماضى، والمتعلقة بعدم حدوث زخم فى عملية السلام، بل استحداث إسرائيل مزيدا من العقبات، ما زالت مستمرة»، معتبرا أن «العرب ما زالوا غير مستعدين للجلوس مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ولا وزير خارجيته أفيجدور ليبرمان فى ظل رفض تجميد الاستيطان (فى الضفة الغربيةالمحتلة) وبناء وحدات استيطانية جديدة». المصدر، الذى طلب عدم نشر اسمه، أضاف «وزير الخارجية الإسبانى، الذى ترأس بلاده الاتحاد الأوروبى حاليا، أجل زيارة للقاهرة كانت منتظرة أمس الأول فى محاولة لإقناع مصر والجامعة العربية بأهمية عقد القمة الثانية للاتحاد، غير أن اتفاق العرب وإبلاغهم للرئاسة المشتركة (مصر وفرنسا) بأن الظروف غير مواتية لعقد القمة جعل موراتينوس يتراجع عن الزيارة». وأوضح أيضا أن الاجتماعات القطاعية التى تعقد فى إطار الاتحاد سواء على المستوى الوزارى أو الخبراء فى مجالات الزراعة والمياه والسياحة مهددة بالتجميد فى ظل تحفظات إسرائيل على إقامة أى مشروعات فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، وإصرارها على أنها أراضٍ متنازع عليها، وهو أمر مرفوض عربيا خاصة فى مجال المياه». وأشار فى هذا الإطار إلى تأجيل عدد من اجتماعات الاتحاد فى مجالات التعليم العالى والبحث العلمى والزراعة والأمن والتنمية الريفية كان مقررا أن تستضيفها مصر فى ضوء تشكك دول الاتحاد فى النتائج، التى يمكن أن تسفر عنها فى ظل رفض إسرائيل إدراج الأراضى المحتلة كأحد الأطراف المستفيدة بما يتم الاتفاق عليه فى مختلف المجالات، وفى ظل رفضها أيضا الإقرار بمبدأ سيطرة الشعوب تحت الاحتلال على مواردها الاقتصادية، والحق فى الاستفادة من هذه الموارد. رغم ما سبق رأى المصدر أن «طلب تأجيل القمة لا يعنى انهيار مسار الاتحاد من أجل المتوسط»، الذى أطلق بمبادرة فرنسية فى باريس عام 2008، معتبرا أن «المسار سيظل مستمرا فى إطار اجتماعات كبار المسئولين، لا سيما فيما يخص المشاورات السياسية، لما لها من أهمية فى عرض الأفكار والمواقف العربية على الاتحاد الأوروبى تجاه قضايا المنطقة».