يجتمع فى العاصمة البلجيكية بروكسل غدا ممثلون للدول الأوروبية والعربية المطلة على البحر المتوسط من أجل التحضير للقمة الثانية لرؤساء دول وحكومات «الاتحاد من أجل المتوسط» فى الحادى والعشرين من الشهر المقبل بمدينة برشلونة الإسبانية. ويتخوف أعضاء فى الاتحاد من أن يؤثر تعثر عملية السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، بسبب قضية الاستيطان، على أعمال الاتحاد، الذى يضم تل أبيب، والمتعثر أساسا منذ انطلاقه على أمل دعم الشراكة بين دوله. وقال دبلوماسى عربى ل«الشروق» من بروكسل إن «الاجتماعات التحضيرية ستتناول مشروع البيان السياسى لقمة نوفمبر، التى ستعقد تحت الرعاية المشتركة لفرنسا (رئيسة الاتحاد عن دول الشمال) ولمصر (رئيسة الاتحاد عن دول الجنوب)، وهى الرئاسة التى تعذر انتقالها إلى إسبانيا جراء تأجيل القمة التى كانت مقررة فى برشلونة فى يونيو الماضى بسبب الخلافات العربية مع إسرائيل». المصدر، الذى طلب عدم نشر اسمه لكونه غير مكلف بالحديث لوسائل الإعلام، أوضح أن «المجموعة العربية تصر على أن يتضمن البيان الختامى للقمة الثانية رفضا للاستيطان ولتهويد القدس (الشرقيةالمحتلة)، وهو ما تعترض عليه إسرائيل». وكان البيان الختامى لاجتماع وزراء خارجية «الاتحاد من أجل المتوسط» بمرسيليا فى نوفمبر 2008 قد نص على مبدأ الأرض مقابل السلام وقيام دولة فلسطينية، وعبر عن دعم الاتحاد لمبادرة السلام العربية. وشدد الدبلوماسى العربى على أن «تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلى (أفيجدور ليبرمان) العنصرية ضد العرب لا تسهم فى دفع مسار المتوسط.. لقد قضت تصريحاته على أى فرصة لاجتماع دول على مستوى وزراء الخارجية، إذ يرفض العرب مشاركته فى أى اجتماع». وأضاف أن «العرب، ولتفادى مشاركة ليبرمان فى الاجتماعات على مستوى وزراء الخارجية، سيقترحون أن تعقد مثل هذه الاجتماعات بدلا من ذلك على مستوى كبار المسئولين أو ممثلين شخصيين». وأعرب عن اعتقاده بأنه «إذا انهارت مفاوضات السلام (بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية) لرفض الاحتلال مد تجميد الاستيطان (فى الضفة الغربيةالمحتلة)، فسينعكس ذلك سلبا على مساعى التوافق حول موضوعات البيان السياسى للقمة المقبلة، وسيضر أيضا بالاجتماعات القطاعية فى مجال المياه والسياحة، وغيرها، والتى لم تشهد إلا تقدما طفيفا؛ نظرا لانعكاس المسار السياسى على المسار الاقتصادى». وتستمر اجتماعات بروكسل يومين، وتأتى ضمن سلسلة اجتماعات تحضيرية لقمة نوفمبر تشمل بروكسل ثم العاصمة كرواتيا زغرب، وبعدها بروكسل مجددا. وكان الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى قد أعلن فى الثالث عشر من يوليو 2008 عن انطلاق هذا الاتحاد، الذى عرف فى البداية باسم «الاتحاد المتوسطى». والاتحاد عبارة عن هيئة تضم الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى، والدول المطلة على البحر المتوسط جنوبا، وهى مصر وتونس والمغرب والجزائر وإسرائيل والسلطة الفلسطينية ولبنان وسوريا وتركيا، إضافة إلى الأردن وموريتانيا. ويهدف «الاتحاد من أجل المتوسط» إلى بناء شراكة إستراتيجية قائمة على المشروعات التنموية بين دول المتوسط، ويرى فيه الكثيرون محاولة لتفعيل مبادرة برشلونة، التى انطلقت فى 1995.