أفادت صحيفة "السفير" اللبنانية، أن الإسرائيليين استكملوا خلال الأشهر الأخيرة استعداداتهم العسكرية والمدنية، وأن البنى التحتية والملاجئ في شمال فلسطين، وخصوصا المستوطنات المحاذية للحدود مع لبنان باتت جاهزة لمواجهة احتمالات الحرب مع حزب الله في أي لحظة. وأشارت الصحيفة في عددها الصادر، اليوم الأربعاء، إلى أنه في الوقت نفسه، استكمل الإسرائيليون سلسلة مناورات هدفها اختبار قدرة الأركان والفرق الجديدة في الفيلق الشمالي الذي أعيد بناؤه، على تنفيذ الخطط المعدة في مسرح العمليات ضد حزب الله بأسرع وقت ممكن. ونقلت عن مصدر فرنسي قوله إن المناورات، التي جرى آخرها، في شهر فبراير الماضي، تستند إلى مواجهة سلسلة من شبكات الصواريخ المتطورة، وكثافة نيرانية قد تهدد أمن إسرائيل، بالإضافة إلى صواريخ طويلة المدى وأنظمة دفاع جوي. وأضاف أنه بخلاف المرحلة الماضية، التي كان العسكريون في إسرائيل رأس حربة المعارضة لأي عملية جديدة ضد حزب الله، وضرورة الاستثمار الزمني أكثر في عمليات التدريب والتسليح، فإن ثمة انقلابا في موقف هؤلاء العسكريين الذين صاروا في طليعة المتحمسين للقيام بعملية عسكرية، وإنهم على أتم الاستعداد لتنفيذ أي هجوم عسكري ما إن يصدر الأمر السياسي. ووفقا لصحيفة السفير اللبنانية، أوضح المصدر الفرنسي أن هناك إجماعا بات يسود داخل الجيش الإسرائيلي بقدرته على خوض الحرب ضد حزب الله، متى قررت القيادة السياسية ذلك. ونسبت الصحيفة إلى خبراء دبلوماسيين إشارتهم إلى أن قناعة تكونت لديهم منذ زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشرق الأدنى، جيفري فيلتمان، وكل الحركة الأمريكية والغربية التي تلتها، وصولا إلى زيارة رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، السيناتور الديمقراطي جون كيري، مفادها أنه لن يكون هناك قرار اتهامي ضد حزب الله إذا لم تكن هناك جهوزية إسرائيلية للحرب ضد المقاومة في لبنان. ورأى الدبلوماسيون أنه لن يكون هناك قرار سياسي في إسرائيل بشن الحرب، إذا لم يكن المدعي العام في المحكمة الدولية القاضي دانيال بيلمار جاهزا لإصدار قراره الاتهامي. وأكد الخبراء أنفسهم أن الترابط صار وثيقا بين الاتهام والحرب، لكن في ظل عنصر ثالث مكمل لهما ويقع وسطهما تماما، وهو التداعيات التي يفترض أن ينتجها القرار الاتهامي في البيئة اللبنانية (الفتنة تحديدا).