قبل عدة أشهر، أعلنت منظمات المجتمع المدني نيتها مراقبة انتخابات الشعب المقبلة، واستندت في ذلك إلى غياب رقابة السلطة القضائية عن الرقابة، وضمان نزاهة العملية الانتخابية، وتحقيق أقصى قدر من الشفافية في الانتخابات. "الشروق" حاولت معرفة آراء الخبراء السياسيين حول إمكانية قيام منظمات المجتمع المدني بدورها في مراقبة الانتخابات بشكل فاعل، ومدى توافق إمكاناتها مع متطلبات عملية الرقابة. في البداية، أكد الدكتور عمر هاشم ربيع، الخبير في الشأن البرلماني بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية ، أن الموقف لا يختلف تمامًا عن انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى، سواء على مستوى موقف الحكومة والتضييق على منظمات المجتمع المدني، واكتفاء الدولة بتحويل هذه المنظمات إلى مجرد متابع لا مراقب على الانتخابات. وأشار ربيع إلى أن هذه القيود تنبع من رغبة الدولة في رفضها مراقبة المجتمع المدني لسير العملية الانتخابية، وانتقد في الوقت نفسه ما أسماه بسياسة "التلكيك"، والتي تتمثل في ضرورة الحصول على تصريحات للمراقبة، أو التدقيق في الشعارات المستخدمة. ومن جانبه، أضاف أيمن عبد الوهاب، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، ورئيس برنامج منظمات المجتمع المدني؛ أن القانون المصري لا يسمح للمنظمات بالمراقبة لأية انتخابات، ولكنه يسمح بإجراء المتابعة فقط، مؤكدًا أن المجتمع المدني يعاني من ضعف الكوادر وضعف المراقبين وعدم تأهيلهم، ليكونوا على قدر المسؤولية، كما أن هذه المنظمات بحاجة إلى التمويل وتحقيق قدر من الاتفاق والتوافق فيما بينها. وبسؤاله عن التمويل، أشار عبد الوهاب إلى أنه لا توجد منظمة مجتمع مدني بمصر تعتمد على الجهود الذاتية، ولكن كل منظمات المجتمع المدني تعتمد على التمويل الأجنبي، وهذا يؤثر على المنظمات في المستقبل؛ حيث يرتبط بعمليات السياسة العالمية. أما الدكتور عمار علي حسن، الخبير في الشئون السياسية، فقال: إن "قيام منظمات المجتمع المدني بمراقبة الانتخابات أمر جيد جدًّا، ودليل على التطور في الحياة السياسية، لكنه شيء مكتسب للمجتمع، ويجب ألا ينتظر موافقة الأجهزة الأمنية، وأشار حسن إلى "أن منظمات المجتمع المدني إذا أدت دورها في رقابة الانتخابات وكتبت تقارير، فإن الدولة لن تستجيب لها، والنظام يضع العراقيل أمام المجتمع المدني ولا يسمح لمندوبيها من دخول اللجان". يمكنكم متابعة مزيد من التغطيات من خلال مرصد الشروق لانتخابات برلمان 2010 عبر: مرصد الشروق عبر فيس بوك مرصد الشروق عبر تويتر