25% زيادة فى نسبة السلع المغشوشة والمهربة إلى السوق المصرية

دعه يعمل.. دعه يمر هذا الشعار الذى أطلقه آدم سميث لإطلاق العنان للمبادلات التجارية والحرية الفردية خرج من عباءته الآن شعار آخر «دعه يمر.. دعه يمر» بعد أن اختفت المسافات والحدود الجغرافية بين الدول واصبح من السهل تمرير البضائع والسلع المخالفة لشروط أمان وحماية المستهلك والمجتمع وهو ما جعل للجمارك المتطورة دورا فى تأمين تلك الحدود والرقابة عليها بعد أن أصبح يمر عبرها ويتسرب من خلالها أطنان من السلع المزيفة والأدوية المغشوشة والمخدرات والأسلحة ولم تسلم السوق المصرية من تزايد ظواهر التهريب والغش كغيرها من أسواق العالم الأخرى حتى إن نسبة السلع المغشوشة فى السوق المصرية زادت خلال العام الأخير بأكثر من 25% وفقا لما أكده مصدر جمركى مسئول ل«الشروق».
ولأن العالم أدرك أهمية ان توجد هيئات جمركية واعية بخطورة ما يتهدد الأسواق وبأهمية تطوير نظم ادارتها وما تستخدمه من أجهزة لكشف حالات التزييف والتهريب حتى إن موازنة الجمارك وحماية الحدود فى أمريكا زادت لتصل إلى 13 مليار دولار، لذلك قامت منظمة الجمارك العالمية بعقد اول مؤتمر لها خارج العاصمة البلجيكية فى مصر بالتعاون مع مصلحة الجمارك المصرية لتعرض أحدث أنظمتها فى تطوير منظومة الجمارك وتأمين المستهلك ضد مخاطر التهريب وحضر المؤتمر الذى أقيم على هامشه معرضا لأحدث الأجهزة التى تستخدمها الدول فى الكشف عن مخاطر الجمارك أكثر من 200 خبير عربى ودولى يمثلون جميع الهيئات الدولية والجمركية على مستوى العالم جاء هؤلاء ليعرضوا خبرتهم ويقدموا نصائحهم للمصريين على مدى ثلاثة أيام محذرين من خطر فتح الحدود دون ضوابط وبلا تحسب.
خط الدفاع الأول والأخير
أصبح اللجوء إلى التكنولوجيا فى عمليات الفحص والتفتيش على الحاويات بجانب تطبيق أنظمة ادارة المخاطر ضرورة لرفع كفاءة ادارة الحدود بين الدول وتحويل الجمارك من أداة عزل إلى نقاط ارتباط بحسب كونيو ميكوريا أمين عام منظمة الجمارك العالمية وقال إن كثيرا من دول العالم يتجه نحو استخدام التكنولوجيا فى جماركها وهو ما يحفز ويدعم حركة التجارة العالمية واشار ميكوريا إلى ابرز المخاطر التى تواجه الجمارك فى العالم واهمها تزييف الأدوية، وقال إنها تمثل مشكلة كبيرة أمام كثير من الدول وهو ما دفع فرنسا إلى اعداد برنامج متكامل لمواجهتها كما أشار إلى خطورة عمليات تهريب المخدرات والأسلحة مؤكدا ان الجمارك أصبحت خط الدفاع الأول والأخير ضد هذه المخاطر ومشيرا إلى أهمية التنسيق والتعاون مع العديد من التنظيمات والأجهزة الرقابية بتلك الدول.
13 مليار دولار
تأمين الحدود ضد التهريب والسلع المغشوشة أصبح من المهام الصعبة الأكثر ضرورة للدول تبعا لرالف باشم الخبير بهيئة الجمارك الأمريكية لافتا إلى أن امريكا أنشأت إدارة خاصة تابعة للمخابرات الأمريكية لحماية حدود البلاد وأن موازنة الجمارك وحماية الحدود فى الولايات المتحدة على سبيل المثال تقدر ب13 مليار دولار وتعتمد على نظام متطور للرادار والأبراج والكاميرات المتقدمة وهى تعمل بشكل متكامل وتؤدى إلى تكوين وتجميع صورة جيدة لأى شخص أو سلعة تدخل البلاد وقال رالف إن من بين أهداف منظمة الجمارك التعاون مع دول العالم فى مكافحة القرصنة والغش والتزييف، فيما أكد بول سمبسون، ممثل لإحدى الشركات الأمريكية المشاركة فى المعرض، أن شركته بفضل الأجهزة الحديثة تقوم بفحص 4 ملايين حاوية يوميا ونجحت فى الكشف مؤخرا عن حاوية بها 20 كيلو هيروين قيمتها 7 ملايين دولار، كما أشار إلى استخدام أجهزة لفحص الحاويات لا تصدر إشعاعا حفاظا على البيئة فضلا عن أن الشركة تقدم للجمارك أول نظام تتبع على الطريق يعمل بمرونة عالية
25% زيادة فى السلع المغشوشة
جلال أبوالفتوح مستشار وزير المالية لشئون الجمارك قال ل«الشروق» إن الأجهزة الحديثة ذات التقنية العالية المستخدمة فى الجمارك تقلل تكلفة السلعة على المستهلك لأنها تقلل التكلفة على المستورد من خلال سرعة الافراج عن بضاعته وتوفير الوقت بسداده القيمة المستحقة عليه من الجمارك فى المنطقة نفسها ويشير ابو الفتوح إلى دور مثل هذه الأجهزة التى تعاقدت مصلحة الجمارك على بعضها فى الكشف عن السلع المقلدة والمغشوشة وقال إن السلع المغشوشة التى ترصدها الجمارك المصرية تزيد بنسبة 25% سنويا وأن أغلب القضايا تشمل تهريب هيروين، مخدرات أدوية جنسية بالإضافة إلى حبوب «الترامادول» التى تقدر قيمة الشحنات المهربة منها بأكثر من 50 مليون جنيه وأكد وجود تنسيق دائم بين وزارة التجارة والصناعة باعتبارها مسئولة عن الجانب التشريعى فى التجارة وبين الجمارك المسئولة عن التدابير الحدودية.
ساعة بدلًا من شهر
يرجع أحمد فرج سعودى رئيس مصلحة الجمارك اتساع ظاهرة التهريب إلى تنامى حجم التجارة العالمية وزيادة الاتصالات مؤكدا أنه لا توجد ادارة جمركية فى العالم تستطيع أن تعمل بمفردها ولكن يمكن ذلك بالاستعانة بالتقنية الحديثة وقال ل«الشروق» إن الجهاز الحديث يمكن أن يفحص 100 كونتير فى الساعة كانت فى السابق تستغرق شهرا للكشف عن كل طرد بالإضافة إلى القدرة على ملاحقة المهربين والعصابات التى تعمل فى هذا المجال عبر الحدود باستخدام الكاميرات الحديثة وحول ارتفاع تكلفة هذه الأجهزة أكد سعودى أنها ذات تكلفة كبيرة معتبرا أن حماية أرواح البشر وحدود البلد تتقدم فى الأهمية عن التكلفة ونوه باجتماع عقد خلال الأسبوع الماضى فى هيئة الطيران شدد فيه على عدم دخول أى طرد إلى الطيارة دون فحص دقيق كما أشار إلى أن مصر تضع على حدودها بوابات لرصد الاشعاع النووى وضمان خلو الطرود التى تمر عبر الطرق البرية من أى إشعاعات وأوضح رئيس مصلحة الجمارك أن الفترة الأخيرة شهدت محاولات لتهريب الأدوية الجنسية والمخدرة القادمة من شرق آسيا بالإضافة إلى محاولات فردية لتهريب الملابس وكروت الذاكرة للموبايل والأجهزة مشيرا إلى خطورة تهريب الأدوية التى لا يتم التهاون بشأنها من قبل الجمارك حيث يحول المتهم إلى النيابة على الفور ولا يسمح له بالتصالح مع المصلحة حتى لو سدد الغرامة بالإضافة إلى مصادرة الأدوية واعدامها بدلا من التنازل عنها لوزارة الصحة كما كان يحدث من قبل وذلك بعد قرار وزير الصحة بضرورة اعدامها بعد تأكيده أنه لا ضمان لصلاحيتها للاستخدام لأنها قد تكون مغشوشة.
الأمن مكلّف
تأمين الحدود لا يتم فقط ضد االسلع المغشوشة أو المهربة ولكن ضد دخول المفرقعات والأسلحة التى قد تودى بحياة المواطنين وهو ما يشير إليه المهندس محمد يوسف عبده المدير العام للشركة المصرية للخدمات المتعددة «ايجمكو» مؤكدا أن الشركة تقوم بتأمين الحدود وأغلب المنشآت المهمة والسيادية فى مصر وقال إن السيارة الثابتة التى تنتجها الشركة الأمريكية التى يمثل توكيلها فى مصر ويتضمنها المعرض تقوم بهذا الدور ويصل سعرها إلى 7 ملايين جنيه بينما السيارة المتحركة سعرها 5 ملايين فيما يتكلف تأمين فيللا سكنية 100 ألف جنيه مدى الحياة مشيرا إلى أن المنشآت العامة تتكلف أكثر من ذلك بكثير مقللا من أهمية الانفاق مقابل الحفاظ على حياة البشر وأكد قدرة الأجهزة الحديثة فى الكشف عن أى مخاطر وقال يمكنك وأنت فى مارينا أن ترى منزلك من الخارج والداخل عن طريق شاشة وانت جالسة بمكانك.