نفى أستاذ العلوم السياسية فى جامعة جورج واشنطن جون سايدز أن تكون جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل فى الولاياتالمتحدة أو وثائق «ويكيليكس» عن حرب العراق قد تسببت فى خسار حزب الرئيس الأمريكى باراك أوباما للأغلبية فى مجلس النواب وتقليص أغلبية الديمقراطيين فى مجلس الشيوخ خلال الانتخابات التى أجريت الثلاثاء الماضى. ففى حوار عبر دائرة تليفزيونية مغلقة نظمته السفارة الأمريكية فى القاهرة مساء أمس الأول، رأى سايدز أنه لم يكن هناك تأثير قوى للقوى المؤيدة لإسرائيل (اللوبى اليهودى) على أصوات الناخبين الأمريكيين، قائلا: «لا أعتقد أن الناخب يهتم بسياسات إدارة أوباما تجاه إسرائيل أو الشرق الأوسط عامة.. فهى (السياسة الخارجية) لم تكن فى اعتباره أصلا خلال الاقتراع». كذلك رأى أن أعمال التعذيب والقتل على أيدى القوات الأمريكية فى العراق المحتل منذ مارس 2003، والتى كشفت عنها الوثائق التى نشرها موقع «ويكيليكس» الشهر الماضى، لم تؤثر كثيرا على هذه الانتخابات، ف«توقيت نشرها لم يكن مهما.. كنا على علم بها منذ وقت طويل، والناخب لم ينتبه لهذه الوثائق بقدر انتباه الإدارة الأمريكية لها»، مشددا على أن الأمريكيين لا يهتمون كثيرا بالحرب فى العراق وأفغانستان». فى المقابل، أكد سايدز أن «ما حسم نتائج الانتخابات (لصالح الجمهوريين فى مجلس النواب) هو الوضع الاقتصادى السيئ وليس أيضا أموال الحملات الانتخابية لكل من الحزبين» والذى بلغ نحو خمسة مليارات دولار للمرة الأولى فى التاريخ الأمريكى، وهو ما يعادل خمسة أضعاف ما أنفق فى انتخابات الرئاسة التى فاز فيها أوباما عام 2008 ليصبح أول رئيس أسود للولايات المتحدة. ورغم هذه الخسارة، التى قال أوباما إنه يتحمل مسئوليتها وقد استوعب دروسها، يرى سايدز أنه «بإمكان الرئيس أوباما أن يستعيد أصوات الناخبين، ويفوز بولاية ثانية فى انتخابات 2012، شريطة تحسن الوضع الاقتصادى». ونصح الأكاديمى الأمريكى الديمقراطيين ب«التكيف مع الجمهوريين قدر استطاعتهم، وأن يعملوا على إيجاد حلول وسط للقضايا الخلافية بين الحزبين»، متوقعا أن تشهد الفترة المقبلة «سلسلة ضخمة من المناقشات والمفاوضات بين الطرفين إذا ما أرادوا تمرير أى تشريع، خاصة فيما يتعلق بالسياسات الداخلية». ورأى أن فوز الجمهوريين بالأغلبية فى مجلس النواب «ربما يؤثر بشكل جزئى على وعود أوباما بشأن حل قضايا منطقة الشرق الأوسط.. كل رئيس لديه طموحات، لكن من الصعب أن يفعل الرئيس أوباما كل ما يقوله؛ فالآن توجد شراكة فى السلطة التشريعية بين حزب الرئيس وبين الجمهوريين». واعتبر أن «التحدى الأكبر بالنسبة لأوباما يكمن فى محاولته السير فى الاتجاه المعاكس لسياسات سلفه (الرئيس الجمهورى جورج) بوش»، مشددا على أن «الأمر سيستغرق وقتا طويلا لإصلاح علاقات الولاياتالمتحدة مع العالم الإسلامى» والتى تضررت بشدة خلال فترتى رئاسة بوش الذى بدأ حربى أفغانستان والعراق فى أعقاب هجمات سبتمبر 2001 على بلاده، والتى تبناها تنظيم القاعدة.