رغم مرور أكثر من ثلاثة اشهر على انتهاء البطولة ، أصبح تراجع المستوى الفني والبدني للاعبين الذين وصلوا إلى المرحلة النهائية في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا من الأمور التي تستحوذ على كثير من الاهتمام والجدل في إسبانيا حاليا. وذكرت إذاعة "راديو ماركا" في العاصمة الإسبانية مدريد أن معظم النجوم الذين شاركوا في سبع مباريات ببطولة كأس العالم ، وهم نجوم الفرق التي وصلت للمربع الذهبي ، قدموا بداية هزيلة في الدوري الإسباني هذا الموسم. وأوضحت "راديو ماركا" في تعليقها "هذا ليس أمرا مفاجئا .. لأنهم لم يخضعوا لاختبار مناسب ولم يشاركوا في فترة الإعداد العادية ضمن استعدادات الموسم الجديد". وأشارت إلى أن أكثر الفرق تأثرا بما وصفته وسائل الإعلام الإسبانية "فيروس كأس العالم" هو برشلونة حامل لقب الدوري الإسباني حيث يشهد التشكيل الأساسي للمنتخب الإسباني الفائز بلقب مونديال 2010 مشاركة سبعة لاعبين على الأقل من نجوم برشلونة. ويبدو لاعبا برشلونة الشابان جيرارد بيكيه وسيرجيو بوسكيتس بشكل جيد ولكن باقي لاعبي الفريق الأكبر سنا والذين ينتمون للمنتخب الإسباني ما زالوا يعانون. ويعاني المدافع المخضرم كارلوس بويول ، الذي فكر لبرهة في اعتزال اللعب الدولي بعد المونديال ، من الإصابات العضلية. وينطبق ذلك أيضا على زميله أندريس إنييستا الذي سجل هدف الفوز 1/صفر للمنتخب الإسباني في المباراة النهائية للمونديال أمام نظيره الهولندي في جوهانسبرج يوم 11 يوليو الماضي. كما يقدم ديفيد فيا مهاجم المنتخب الإسباني أسوأ عروضه منذ سنوات علما بأنه انتقل قبل بدء فعاليات المونديال من فالنسيا إلى برشلونة. وعاد اللاعب بدرو لتوه إلى المشاركة في المباريات بعد غياب دام ثلاثة أسابيع بسبب الإصابة بتمزق عضلي. أما اللاعب الذي يثير القلق في برشلونة فهو صانع اللعب شافي هيرنانديز والذي كان أبرز لاعبي الفريق وأهمهم على مدار السنوات العشر الماضية حيث يمثل نموذجا لأسلوب أداء الفريق الذي يعتمد على التمرير الدقيق. وكان شافي ضمن التشكيل الأساسي للمنتخب الإسباني في جميع المباريات السبع التي خاضها الفريق في مونديال 2010 ولكنه غاب عن صفوف برشلونة في الأسبوعين الماضيين بسبب إصابته في وتر أكيليس. وأوضح الطبيب المتخصص رامون كوجات أن شافي ، الذي يحتفل بعيد ميلاده الحادي والثلاثين في يناير المقبل ، يجب أن ينتقي المباريات التي يشارك فيها من الآن فصاعدا في إشارة إلى أنه لن يستطيع المشاركة في جميع مباريات فريقه. وقال كوجات : "ليس من السهل حل هذه المشاكل .. ولا أعرف بالفعل ما إذا كان قادرا على اللعب كل ثلاثة أو أربعة أيام أم لا. والأمر الواضح والمؤكد هو أنه لن يستطيع دفع نفسه بقوة لأنه قد يسقط سريعا". وفي غياب شافي وفي ظل تراجع مستوى باقي زملائه من نجوم مونديال 2010 ، يعاني فريق برشلونة ولا يستطيع تقديم العروض الجذابة والجيدة في الموسم الحالي. وما يزعج برشلونة بشكل خاص هو أن قائمة الفريق تقلصت إلى 19 فقط من لاعبي الفريق الأول بخلاف اللاعبين الذين يحرص جوسيب جوارديولا المدير الفني للفريق على الاستعانة بهم من الفريق الثاني للنادي أو من قطاع الشباب والناشئين. ويفكر برشلونة الآن في إبرام بعض الصفقات خلال فترة الانتقالات الشتوية في يناير المقبل وهو ما لم يقبل عليه النادي منذ عام 2005 . وفي الوقت الذي تأثر فيه مستوى برشلونة ب"فيروس كأس العالم" يبدو منافسه التقليدي العنيد ريال مدريد متصدر الجدول أفضل حالاً حيث يضم بين صفوفه ثلاثة فقط من اللاعبين الذين كانوا ضمن التشكيل الأساسي للمنتخب الإسباني في المونديال ومنهم حارس المرمى إيكر كاسياس. وربما يكون السبب وراء المستوى الرائع الذي ظهر عليه اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو في صفوف ريال مدريد هذا الموسم هو أن اللاعب لم يشارك إلا في أربع مباريات فقط في المونديال حيث خاض مع فريقه المباريات الثلاث في مجموعته بالدور الأول للبطولة ثم خسر صفر/1 في مباراته أمام المنتخب الإسباني بدور الستة عشر. ويتصدر رونالدو حاليا قائمة هدافي الدوري الإسباني هذا الموسم حيث سجل 11 هدفاً في 9 مباريات. وذكرت صحيفة "آس" الإسبانية الرياضية في العاصمة مدريد أن دييجو فورلان مهاجم أتلتيكو مدريد يبرز أيضا من بين اللاعبين الذين تأثروا سلبيا بالمشاركة في المونديال حيث خاض سبع مباريات في المونديال وقاد منتخب أوروجواي لاحتلال المركز الرابع في البطولة كما فاز بجائزة أفضل لاعب في مونديال 2010 . ولجأ كيكي سانشيز فلوريس المدير الفني لأتلتيكو إلى منح الراحة ، أو الاستبعاد ، لفورلان من مباريات عديدة للفريق. وأشارت "آس" أيضا إلى أن العديد من لاعبي بايرن ميونيخ حامل لقب الدوري الألماني (بوندزليجا) والذين فازوا مع المنتخب الألماني بالمركز الثالث في مونديال 2010 يعانون من تراجع المستوى الفني والبدني في الوقت الحالي ويبرز منهم اللاعب الشاب توماس مولر. ويضم بايرن بين صفوفه من نجوم المونديال أيضا كلا من ميروسلاف كلوزه والهولنديين آريين روبن ومارك فان بوميل المصابين.