خرج الآلاف من مؤيدي رفع الحظر المفروض على الحجاب في تركيا في مظاهرة حاشدة نظمها "منتدى حرية الاعتقاد" التركي اليوم السبت في أكبر ميادين العاصمة أنقرة دعما للمطالبات برفع الحظر المفروض على الحجاب في الجامعات ومؤسسات الدولة. وينظم المنتدى منذ خمسة أعوام مظاهرة يوم السبت من كل أسبوع في إحدى المحافظات للغرض نفسه، لكنه قرر أن تكون مظاهرة اليوم في ميدان "عبدى ايبكتشى" أكبر ميادين أنقرة، بسبب تصاعد المطالبات في الوقت الراهن برفع الحظر المفروض على الحجاب بالجامعات. وتوافد المتظاهرون والمتضامنون مع مطالبات برفع الحظر على الحجاب إلى أنقرة من مختلف أنحاء البلاد.كما شارك في المظاهرة عدد كبير من أعضاء منظمات المجتمع المدني وجمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان بتركيا. وعادت مشكلة الحجاب في تركيا لتفرض نفسها بقوة على الساحة السياسية عندما آثارها حزب الشعب الجمهوري، حزب المعارضة العلماني في تركيا، أثناء فترة الاستفتاء على تعديل الدستور في سبتمبر الماضي، متعهدا بالعمل على حل هذه المشكلة. لكن الحزب نفسه، والذي عرض حل المشكلة بالتعاون مع حزب العدالة والتنمية الحاكم تراجع عندما عرض الحزب الحاكم الأسبوع قبل الماضي تشكيل لجنة برلمانية تضم ممثلين عن الأحزاب الممثلة في البرلمان، بعدد متساو، معلنا أنه لن يشارك في هذه اللجنة. وأعلن حزب الشعب الجمهوري أنه يطلب حل مشكلة الحجاب في تركيا في إطار حزمة إصلاحات متكاملة تضم بين بنودها حل مشكلة رفع الحصانة البرلمانية والحد النسبي المفروض على الأحزاب السياسية للحصول على مقاعد بالبرلمان وهو الحصول على نسبة 10% من أصوات الناخبين على مستوى البلاد. ودفع هذا الموقف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى الهجوم على حزب الشعب الجمهوري واتهامه بالسعي إلى استغلال قضية الحجاب، التي هي في الأساس قضية تتعلق بحقوق الإنسان، لأغراض انتخابية، وتوظيفها في زيادة شعبيته قبل الانتخابات البرلمانية المقرر لها يوليو 2011. كما أطلت قضية الحجاب من جديد لتكون بؤرة الجدل، عندما قاطع الجيش وحزب الشعب الجمهوري، الاحتفال الذي أقامه الرئيس عبد الله جول بالقصر الجمهوري في أنقرة أمس بمناسبة عيد الجمهورية، الذي يوافق الذكرى السابعة والثمانين لإعلان الجمهورية في تركيا وتنصيب مصطفى كمال أتاتورك كأول رئيس لها. وذلك اعتراضا على ارتداء خير النساء جول زوجة الرئيس التركي الحجاب، الذي يتعارض من وجهة نظر العلمانيين مع كفاح أتاتورك من أجل تحرير المرأة التركية. وانتقد أردوغان موقف الجيش، قائلا كان على الجيش أن يكون هنا وألا يقيم حفلا منفصلا لأن عيد الجمهورية لا يحتفل به إلا في القصر الجمهوري، بينما تجاهل الرئيس جول غياب الجيش والعلمانيين، معبرا عن سعادته بمن حضروا وشاركوا قائلا إن تركيا بكل واقعها وألوانها حضرت الحفل. وكان أردوغان أعلن قبل الاحتفال بعيد الجمهورية أن القصر الجمهوري ملك للشعب التركي كله ومن حق أي مواطن في تركيا أن يدخله، كما أعلن أن حكومته عازمة على حل مشكلة الحظر على الحجاب وستتقدم بتشريع إلى البرلمان العام المقبل لإنهاء هذا الحظر.