أعلنت وزارة التربية والتعليم أن نسبة طلاب المجموعة العلمية هذا العام حوالى 36% من طلاب الصف الثالث الثانوى، وكانت نفس النسبة فى عام 2005 لا تتجاوز 25.5%، بينما انخفضت المجموعة الأدبية إلى 63.79% مقارنة بما نسبته 74.5% عام 2005. ورغم اتجاه نسبة اختيار الشعبة العلمية إلى الارتفاع هذا العام فإنها مازالت قليلة حسبما يرى الخبراء. تعود المشكلة إلى عام 1999 حسبما رصدت د. مى شهاب الأستاذة بالمركز القومى للبحوث التربوية فى دراسة عرضتها بالمجلس القومى للمرأة حيث وصلت نسبة طلاب القسم الأدبى بالثانوية العامة 45.4% بينما كانت نسبة طلاب القسم العلمى 54.5% من إجمالى طلاب الثانوية العامة، وبدأ يحدث الاختلال فى التوازن بين القسمين عام 2000 حين وصلت نسبة طلاب الأدبى إلى 57%، وانخفضت نسبة طلاب العلمى إلى 53%، حتى وصلت النسبة عام 2003 إلى 69.7% للادبى و30.3% للعلمى، ووصلت نسبة طلاب الشعبة العلمية 27% عام 2004، لتصل الظاهرة إلى ذروتها عام 2005 حين بلغت نسبة طلاب العلمى إلى 24.8% من طلاب الثانوية العامة فى مقابل 75% لطلاب الأدبى. وحدثت الانفراجة حسب تعبير د. مى عام 2006 حين ارتفعت نسبة طلاب العلمى إلى 29% من طلاب الثانوية العامة ووصلت نفس النسبة إلى 30% عام 2007. وأشارت دراسة د. مى إلى أن أسباب عزوف الطلاب عن الدراسة الأدبية تعود إلى أن كليات السياسة والاقتصاد والآداب والتجارة والحقوق وغيرها تقبل مجموعا أقل لطلاب القسم الأدبى بالمقارنة بالحد الأدنى الذى تقبله لمجموع خريجى القسم العلمى بالثانوية العامة، أى أنه باقل مجهود وبمجموع أقل تدخل نفس الكلية إن كنت من طلاب الأدبى، بالإضافة إلى أن الدروس الخصوصية بمواد القسم الأدبى أرخص من مواد القسم العلمى، أى أن ما ستنفقه أسرة طالب الأدبى للحصول على نفس المجموع الذى سيحصل عليه طالب العلمى ونفس فرصة الالتحاق بالجامعة أقل بكثير، بالإضافة إلى أن فرص العمل بالنسبة لخريجى الكليات الأدبية أكبر أو مساوية لخريجى الكليات العملية، هذا بخلاف أن تكلفة الدراسة بالكليات العملية أكبر من مثيلتها الأدبية ويتساوى خريجوها فى سوق العمل فى الكثير من الأحيان، ويضاف إلى تلك الأسباب أيضا صعوبة اختبارات القسم العلمى بالثانوية العامة، وكان من بين الأسباب التى رصدتها الدراسة أيضا ضعف ثقافة البحث العلمى فى نظامنا التعليمى. بينما وصف د. فاروق إسماعيل رئيس لجنة التعليم بمجلس الشورى اختيار الطلاب للقسم العلمى هذا العام بالذكى، مرجعا ذلك إلى احتمال أن يتعمد بعضهم الرسوب من أجل الاستفادة من السنة الفراغ التى سيصل طلابها إلى الجامعات العام القادم بأقل مجموع، بسبب قلة عددهم الذى تقدر نسبته بحوالى 10% من طلاب الثانوية العامة لهذا العام، والذى يعود إلى السنة الفراغ التى نتجت عن عودة السنة السادسة الابتدائية إلى نظام التعليم فى مصر فى العام الدراسى 2004 2005 بطلب من الحكومة تقدمت به إلى مجلس الشعب عام 1999. وتوقع فاروق أن يصل الحد الأدنى للقبول بكليات الطب لطلاب السنة الفراغ إلى 65% وهو ما يغرى بعض طلاب هذا العام بالرسوب من أجل الالتحاق بالطب أو على أقل تقدير كليات الطب الخاصة ونظيراتها من كليات القمة. وقال د. سامى نصار عميد معهد الدراسات التربوية إن نسبة التحاق الطلاب بالشعبة العلمية مازال ضعيفا، وربما ساهم إنشاء تخصصات علمية جديدة يطلبها سوق العمل بالجامعات والمعاهد الخاصة فى عودة بعض الطلاب إلى الشعبة العلمية، حتى إن اضطروا إلى تحمل نفقات هذه التخصصات من أجل ضمان الحصول على فرصة عمل، موضحا عدم وجود تغييرات جوهرية فى النظام التعليمى تدفع الطلاب إلى الدراسة العلمية التى مازالت تكلفة دروسها الخصوصية أعلى من تكلفة الدروس الخصوصية لمواد الشعبة الأدبية، كما لن تتغير مناهج الثانوى بما يحبب الطلاب فى الدراسة العلمية، ومازالت اختبارات الشعبة العلمية أصعب من اختبارات الشعبة الأدبية.