أيام قليلة ويرتدى الفنان يوسف شعبان عباءة أبى سفيان بن حرب والد «حبيبة» التى تزوجها الرسول (صلى الله عليه وسلم) بعد وفاة زوجها فى الحبشة، وذلك ضمن أحداث المسلسل الدينى «الشيماء» الذى سيجرى تصويره كاملا بسوريا وهى التجربة الثانية له على التوالى التى يخوض فيها تصوير عمل خارج مصر بعد مسلسله الأخير «كليوباترا». يوسف شعبان تحدث عن تجربته الجديدة وسر انجذابه لهذا العمل والتصوير فى سوريا ويعترف بغضبه من تجاهله فى لقاء الرئيس مبارك مع الفنانين مؤخرا، ويكشف عن عتابه الشديد لأشرف زكى نقيب الممثلين فى الحوار التالى. سبق أن تم تقديم شخصية «الشيماء» فى عمل سينمائى.. ألا ترى أن انتاج مسلسل آخر عنها يمثل تكرارا؟ لا، أبدا.. المسلسل أكثر شمولا وتعمقا فى حياة الشيماء شقيقة الرسول الكريم فى الرضاعة منذ مولدها ومرحلة طفولتها وشبابها بشكل أكثر تفصيلى يعكس ما كان يجرى فى هذه الفترة المهمة وهو عمل كبير سعيد جدا به وأتمنى أن يلقى قبول المشاهدين. هل اخترت شخصية أبى سفيان من بين شخصيات العمل؟ عندما عرضت على الشخصية شعرت بانجذاب نحوها فإلى جانب أنها من أبرز الشخصيات فى العمل لكن المتعمق فى حياة هذا الرجل يكتشف كيف كان قويا وذكيا وحكيما وإذا اختار عداء أحد كان شديد العداء لأقصى درجة ممكنة وكان يعادى نبى الله رغم أنه كان صهره قبل أن يشهر إسلامه فى النهاية.. وفى حياة هذا الرجل غموض شديد أسعى لكشفه حاليا وهو دورى كفنان أن أتعمق فى الشخصية دون الاكتفاء بما جاء فى السيناريو الذى أبدع فى كتابته محيى الدين مرعى. للعام الثانى على التوالى تخوض تجربة تصوير عمل كامل خارج مصر فهل الأمر أصبح أكثر إمتاعا بالنسبة لك؟ ليس بهذا الشكل ولكن التصوير خارج مصر له سلبياته وإيجابياته فأنا خارج مصر أكون فى قمة تركيزى ولا يشغل بالى سوى عملى فقط والشخصية التى ألعبها كما حدث فى مسلسل «كليوباترا» بخلاف إذا تم تصويره فى مصر فسوف يتم تشتيت تركيزى فى أكثر من موضوع بالعمل وخارج العمل لكن أيضا التجربة مرهقة فأنا أعيش طوال فترة التصوير بعيدا عن أهلى بأحد الفنادق ومهما كان الفندق فخما فإنه ليس بيتى وهو أمر إذا طالت مدته يكون سخيفا. ولكن لماذا سوريا بالتحديد؟ لأن بها من يدرك أهمية الفن وعليه يوفر كل ما يحتاجه العمل بمبالغ زهيدة تجد صدى طيبا لجهة الإنتاج ولا نواجه أى مشاكل والجيش السورى لديه استعداد لمد العمل الفنى بجميع الإمكانات والتسهيلات دون الوقوف فى طابور الروتين إضافة إلى الطبيعة الساحرة ووفرة الأماكن التاريخية التى لم تمتد لها الأيادى العابثة وأتمنى أن ينتبه المسئولون فى مصر لهذه الموضوع ويقوموا بتذليل كل العقبات لأهل الفن حتى لا يجبر أحد للتصوير خارج مصر.لكن هناك من يعتبر ذلك سحبا للريادة الفنية من مصر ومنحها لسوريا فى ظل قيام الفنانين المصريين بتصوير أعمالهم بسوريا؟ هذا كلام استعمارى غير مقبول بالمرة فالاستعمار هو الذى وضع حدودا وخطوطا بين الدول العربية لعمل فرقة بيننا ونحن نسير على الدرب بهذا الكلام الخالى من أى قيمة فعندما كنت نقيبا للممثلين كان لدى مشروع لم يحالفنى الحظ فى تنفيذه وهو إننى أكتب فى كارنيه النقابة اسم الشخص ووظيفته ممثل عربى أما محل ميلاده وفقا للمكان الذى ولد فيه سواء القاهرة أو دمشق لكن تبقى العروبة هى الهوية الوحيدة للفنان وهو ما شدد عليه الرئيس محمد حسنى مبارك فى لقائه مع بعض الفنانين مؤخرا حيث أكد أن جميعنا عرب دون فروق بين مصرى وسورى. على ذكر لقاء الرئيس ببعض الفنانين.. هل غضبت لعدم دعوتك للحضور؟ بالطبع غضبت بشدة وتحدثت مع أشرف زكى وعاتبته لأننى لست فنانا له تاريخه الذى يتباهى به فحسب بل كنت نقيبا للممثلين وقدمت للنقابة ما لن يقدر عليه أشرف زكى أبدا مهما بذل من جهد لكنه أكد لى أن اختيار الأسماء ليس اختياره وكان هناك هدف من الرئاسة الالتقاء بأجيال مختلفة من الفنانين. وأضاف: شعرت بحالة ضيق خاصة أننى صاحب مبادرة إعادة عيد الفن وقد التقيت بالرئيس مبارك بإحدى المرات وعرضت عليه الموضوع فرحب بشدة وطالب فاروق حسنى وزير الثقافة أن يجتمع بى ونناقش الموضوع لكن انشغال حسنى حال دون تنفيذ كلام الرئيس وتم تجاهل الفكرة. نعود إلى مسلسل «الشيماء».. ما مواصفات الممثلة التى يمكن أن تلعب هذا الدور؟ اجتمعت كثيرا مع منتج العمل والمخرج عصام شعبان لنستقر على بطلة خاصة أنها العمود الفقرى للمسلسل وسر نجاحه قائم عليها ولم نستقر بعد على اختيار البطلة بخلاف ما تردد أنها قمر خلف فالقرار ليس نهائيا خاصة أن الحكمة من وراء عمل «الشيماء» هو التعرض لأخلاقيات الرسول الكريم ولا أبالغ إذا قلت إننا سنشاهد صورة رسولنا الكريم فى أخلاق الشيماء وحكمتها وسلوكها وبالتالى لابد من توافر شروط كثيرة فى الممثلة التى تلعب هذا الدور مضمونا وشكلا وأخلاقا حتى يكون لها مصداقية أمام المشاهد. ولماذا لم يحسم الأمر مع قمر خلف؟ لأنه ليس من السهل أن تتوافر مواصفات الشكل والعيون وبراءة الوجه مع القدرة التمثيلية فالدور ليس سهلا والرهان عليه سيكون بالعمل كله فإما أن تصعد به إلى السماء أو العكس تماما. ولكن تردد أن التصوير سيبدأ مع بداية الشهر المقبل فكيف يبدأ التصوير بلا بطلة؟ هناك مشاهد كثيرة لا تظهر فيها الشيماء وربما يبدأ المخرج عصام شعبان بتصوير هذه المشاهد ولعلنا نستقر على بطلة العمل فى النهاية ووارد أن تكون قمر خلف لأنها الأقرب للترشيح.