فى إطار فاعليات إحياء الذكرى ال65 لإلقاء أول قنبلة ذرية فى التاريخ على البشر، استضافت مؤسسة اليابان الكاتب الكبير محمد المخزنجى ليلقى محاضرة بمركز الإبداع بدار الأوبرا المصرية متحدثا عن بعض ملابسات وكواليس تلك الحقبة السوداء فى تاريخ اليابان، وأيضا يتحدث بشكل عام عن مخاطر الأسلحة النووية على البشرية لكون المخزنجى أحد الشهود على حريق مفاعل تشر نوبل فى أوكرانيا أثناء دراسته للطب بها. المخزنجى بدأ محاضرته التى سبقها فيلم تسجيلى عن مأساة هيروشيما بعنوان «هيروشيما صلاة أم» قائلا للجمهور: لقد صفقتم للفيلم، أما أنا فلم أفعل، فأنا أنحنى لليابان ولشعب اليابان لقدرته على تجاوز هذه الأزمة والمحنة، وأضاف: عندما طُلبت لإلقاء هذه المحاضرة استجبت فورا، ليس فقط لكونى أحد المناهضين لانتشار الأسلحة النووية ولكن لكون اليابان بلدا عظيما لم يقدم لمصر إلا الجمال والخير فهو من بنى مبنى دار الأوبرا المجاور.. وكوبرى السلام وقدم لمصر سيارات الإسعاف، وقدم لنا أيضا طاقة أمل من خلال إنتاج مشروع إنتاج الرياح فى الزعفرانة، وأشكرهم أيضا لأنهم استدعونى لأؤدى واجبى.. وعقب هذه الكلمات الرقيقة قام المخزنجى بتقديم نسخة من الطبعة الثانية الإنجليزية من كتابة عن كارثة تشر نوبل لسفير اليابان. وانطلق المخزنجى فى المحاضرة وتحدث عن السبب الحقيقى وراء إلقاء أمريكا للقنبلة الذرية على هيروشيما، وقال إنها لم تكن ضد اليابان بقدر ما هى توجيه رسالة تحذير للعالم وإرهابه وترويعه من القوة الجديدة. وذكر المخزنجى فى محاضرته أنه فضلا عن قتل 140 ألفا فى خلال شهرين بسبب القنبلة إلا أن هناك 300 ألف مواطن صاروا غير مؤهلين للحياة وغير قادرين على فعل أى شىء، وتحولوا مع الوقت لفئران تجارب للقوات الأمريكية تدرس عليهم آثار القنبلة الذرية.. وضرب مثلا على ذلك، وقال إنه فى 18 أكتوبر 1945 قامت القوات الأمريكية بإغلاق أحد مستشفيات اليابان، التى تعالج ضحايا القنبلة، وقاموا بالاستيلاء على جميع المستندات الخاصة بهم.. كما قاموا بإنشاء مستشفى خاص للدراسات لفحص هؤلاء المصابين، ولكنهم كانوا يستدعونهم للفحص ثم يعيدونهم دون أى محاولة لعلاجهم بأى شكل.. فقط كانوا يحتفظون بمن شارف على الموت لكى يستطيعوا تشريحه فيما بعد! وذكر أيضا المخزنجى بعض الجرائم الأخرى، التى ارتكبها الجيش الأمريكى ومنها قيام القوات الأمريكية باعتقال المخرج اكيرا ايفاساكى وفريق تصوير كامل يعمل معه كان يجوب الهيروشيما ليسجل ويوثق مظاهر الخراب والدمار، وقاموا بمصادرة كل ما تم تصويره من أى أفراد الفريق. وختم المخزنجى محاضرته قائلا: «لا للسلاح النووى وأنحنى لليابان» ثم رفض بعد ذلك الإجابة عن سؤال: هل من الممكن أن يحدث هيروشيما أخرى فقال: لا أتمنى ذلك، فأضافت السائلة: ألا تتوقع ذلك فى قضية صحراء النقب؟ فرفض المخزنجى الإجابة قائلا: نحن ضيوف فى فاعليات ولا داعى لتسيس المحاضرة.