يواجه الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، وحزبه الديمقراطي، تحديا كبيرا في الثاني من نوفمبر المقبل، عندما يختار الناخبون الأمريكيون جميع أعضاء مجلس النواب، وعددهم 435 عضوا، إلى جانب 37 عضوا من حزب الشيوخ.وعادة ما ينظر إلى انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي على أنها استفتاء حول أداء رئيس البلاد. وقد تراجع متوسط معدل التأييد الشعبي لأوباما إلى 4ر46%، وهو أمر ليس بغريب على رئيس بعد قضائه أول عامين في منصبه، في وقت اعتاد فيه حزبه على تكبد خسائر في انتخابات الكونجرس.هذه المرة، يتوقع على نطاق واسع أن يفقد الديمقراطيون مقاعد، وربما يفقدون أغلبيتهم في مجلس النواب، إن لم يكن في مجلس الشيوخ. فالجمهوريون المعارضون، الذين ينتمون إلى يمين الوسط، يستغلون حالة الغضب التي تنتاب الشعب؛ بسبب الركود الاقتصادي، حيث بلغ معدل البطالة 6ر9%، وتستمر عمليات حبس الرهن العقاري بوتيرة قياسية تقريبا. علاوة على ذلك، بدأت حركة تمرد صاعدة ومحافظة تفتقر للتنظيم الجيد، تطلق على نفسها حركة "حزب الشاي"، في جمع قواها بعد إطاحتها بمنافسين جمهوريين في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، حيث تنتقد تلك الحركة الحكومة الكبيرة والإصلاحات التي يجريها أوباما في قطاع الرعاية الصحية وحزم الحفز الاقتصادي ومؤسسة الحكم في واشنطن. يحتاج الجمهوريون إلى 39 مقعدا في مجلس النواب لاستعادة سيطرتهم على المجلس. ويمكن أن يحقق الجمهوريون مكاسب هائلة في مجلس الشيوخ الذي يضم 100 مقعد، حيث يستحوذون بالفعل على 41 مقعدا، وهو ما يكفي لعرقلة أي تشريع. ويظل العامل الرئيسي في انتخابات التجديد النصفي هو معدل إقبال الناخبين على التصويت، الذي يقل على الأرجح في انتخابات التجديد النصفي، مقارنة بالأعوام التي تشهد إجراء الانتخابات الرئاسية. ذلك يمنح التجمعات الصغيرة، مثل حركة "حزب الشاي"، فرصة كبيرة لتشجيع ناخبيها المحافظين على الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، وقد يقودها ذلك إلى تحقيق نجاح كبير. ويقول المحللون: إن نحو 33 جمهوريا على صلة بحركة "حزب الشاي" يمكن أن يتم انتخابهم في مجلس النواب، إلى جانب 8 آخرين في مجلس الشيوخ، بفضل عدد من العوامل، منها توقع إقبال قوي على التصويت من جانب الناخبين.بالإضافة إلى ذلك، تجري المنافسة على مناصب حكام 37 ولاية، في ظل توقعات بأن يحقق الجمهوريون مكاسب في أنحاء البلاد. يمكن القول، إن مناخ هذا العام بعيد كل البعد عن شعار "نعم نستطيع" الذي أتى بأوباما إلى سدة الرئاسة في عام 2008، ومنح الديمقراطيين الذين ينتمون إلى يسار الوسط أغلبية كبيرة في الكونجرس، وجعل حديقة "ناشيونال مول" في العاصمة واشنطن تعج بما يربو على مليون شخص لحضور مراسم تنصيب الرئيس الأمريكي في يناير 2009.