أعلنت الولاياتالمتحدة تقديم مساعدات عسكرية لباكستان بمبلغ ملياري دولار في الوقت الذي تسعى فيه الدولتان لتبديد شكوك بشأن التزام إسلام أباد باستئصال شأفة المتمردين الإسلاميين من أراضيها. وقالت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية، في إعلانها خططا لطلب موافقة الكونجرس على برنامج مساعدات مدته خمس سنوات: "ليس لدى الولاياتالمتحدة شريك أقوى من باكستان عندما يتعلق الأمر بجهود مكافحة الإرهاب ضد المتطرفين الذين يهددوننا." وستكمل هذه المساعدات العسكرية برنامجا للمساعدات المدنية يبلغ حجمه 7.5 مليار دولار، وافق عليه النواب الأمريكيون بالفعل. وقالت كلينتون: إن الإدارة الأمريكية ستطلب أيضًا 27 مليون دولار لتمويل التعليم والتدريب العسكري في باكستان، وهي واحدة من أكبر الدول التي تتلقى مساعدات عسكرية خارجية أمريكية بعد إسرائيل ومصر. وأثارت الهجمات المتصاعدة التي تشنها طائرات أمريكية بلا طيار في المنطقة غضب الرأي العام في باكستان، وتدهورت العلاقات بشكل أكبر بعد أن أدى التوغل الذي قامت به طائرات هليكوبتر عبر الحدود إلى قتل اثنين من حرس الحدود الباكستانيين. ودفع هذا الحادث باكستان إلى إغلاق معبر حدودي قرب ممر خيبر أمام قوافل إمدادات حلف شمال الأطلنطي لعشرة أيام، إلى أن قدم المسؤولون الأمريكيون ومسؤولو حلف الأطلنطي اعتذارًا. ودعا المسؤولون الباكستانيون إلى تحسين التنسيق لتفادي حوادث، مثل قتل حارسي الحدود، وحذروا من أن العنف في كشمير المتنازع عليها يهدد استقرار المنطقة. كانت قد ذكرت صحيفة وول ستريت جرنال، مساء أمس الجمعة، أن الولاياتالمتحدة تحاول تعزيز وجود وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي آي ايه) للقضاء على جيوب الناشطين الإسلاميين المتطرفين قرب الحدود مع أفغانستان. وأضافت الصحيفة، نقلا عن مسؤولين كبار، أن إدارة الرئيس باراك أوباما طلبت في الأسابيع الأخيرة من باكستان السماح لأكبر عدد من ضباط السي آي ايه ومدربي العمليات العسكرية الخاصة بدخول البلاد، لزيادة الضغوط على الناشطين الإسلاميين. وقد رفضت إسلام أباد حتى الآن هذا الطلب، معربة عن تحفظها الشديد عن إمكانية تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في باكستان، كما أوضحت الصحيفة. وحث قرشي أوباما على الضغط على الهند للتوصل إلى حل في كشمير، وهي منطقة تقطنها أغلبية مسلمة، وتطالب باكستان والهند بالسيادة عليها، وتشهد اشتباكات عنيفة ضد الحكم الهندي. وقال قرشي إن "الرئيس أوباما يدرك دائمًا أهمية إيجاد حل في كشمير. زيارته القادمة للمنطقة ستكون هي الوقت الذي يبدأ فيه الوفاء بالتعهد الذي قطعه في وقت سابق."