وجهت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، أمس الجمعة، انتقادات حادة لموقع ويكيليكس، لتسريبه مئات الآلاف من الوثائق الأمريكية العسكرية السرية المتصلة بالحرب في العراق. واتهم البنتاجون ويكيليكس بتعريض حياة الجنود الأمريكيين وشركائهم للخطر، لأن تلك المعلومات قد تستخدم من قبل مسلحين للتخطيط لشن هجمات على القوات الأمريكية. وقد بلغ عدد الوثائق التي نشرها الموقع أكثر من 390 ألف وثيقة. وقال الميجور كريس بيرين، المتحدث باسم البنتاجون: "نحن ندين ويكيليكس لأنه يحث الأفراد على خرق القانون وتسريب وثائق سرية، ثم نقل هذه المعلومات السرية بلامبالاة إلى العالم، بما في ذلك أعداؤنا". وكان ويكيليكس قد نشر في يوليو الماضي أكثر من 90 ألف وثيقة تتعلق بالحرب في أفغانستان. وأضاف بيرين: "نحن نعلم أن المنظمات الإرهابية كانت تبحث في الوثائق المسربة عن أفغانستان بحثًا عن معلومات لاستخدامها ضدنا، وهذه الوثائق التي تسربت عن حرب العراق حجمها يزيد عن الأربعة أضعاف". وتابع: "من خلال الكشف عن معلومات حساسة من هذا القبيل، يواصل (موقع) ويكيليكس تعريض حياة جنودنا للخطر، علاوة على شركائهم في الائتلاف، وهؤلاء العراقيين والأفغان الذين يعملون معنا". وطالب بيرين ويكيليكس بإعادة "المادة المسروقة" وإزالتها من على مواقعهم في أقرب وقت ممكن. و صرح جوليان أسانج، مؤسس ويكيليكس، لشبكة سي ان ان الأمريكية، أمس الجمعة، بأن الملفات الامريكية السرية التي كشفها موقعه تتحدث بالتفصيل عن "حمام الدم" الذي يمثله النزاع في العراق. وردًّا على سؤال للشبكة الامريكية حول كشف هذه الوثائق، أكد أسانج أن الملفات صورة للوضع في العراق أكمل من الوثائق التي كشفت من قبل حول النزاع في أفغانستان. وقال: إن "هذه الوثائق تكشف ست سنوات من النزاع بتفاصيل قادمة من الميدان، القوات المنتشرة وتقاريرها، وما كانت تراه وتقوله وتفعله". وتشير الملفات، التي نشرت، إلى مقتل حوالى 109 آلاف شخص خلال سنوات، مقابل عشرين ألفًا في أفغانستان، كما كشفت الوثائق التي نشرها الموقع من قبل. وأضاف أسانج أن "عدد القتلى أكبر بخمس مرات في العراق، ويمثل حمام دم حقيقيًّا بالمقارنة مع أفغانستان". وتابع أن الوثائق "لا تقدم مجرد فرضيات مثل "قتل كثيرين في الفلوجة"، بل تتحدث عن كل وفاة مع إحداثيات جغرافية محددة، والظروف التي قتل فيها الأشخاص". وجاءت تصريحات أسانج بعد ساعات من نشر موقع ويكيليكس حوالى 400 ألف وثيقة سرية للجيش الاميركي حول حرب العراق. ويعد كشف هذه الكمية من الوثائق "أكبر عملية تسريب لوثائق عسكرية سرية في التاريخ". يذكر أنه تم الإعلان، اليوم السبت، عن أنه لا يمكن الدخول على الموقع حاليًّا بسبب أعمال صيانة روتينية، وأضاف بيان من الموقع: "يؤسفنا ذلك.. سنكون متاحين على الشبكة مجددًا في أسرع وقت ممكن". وكان الموقع أطلع العديد من وسائل الإعلام، مثل مجلة "دير شبيجل" الألمانية، وصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، و"الجارديان" البريطانية، بشكل مسبق على مئات الآلاف من الوثائق العسكرية الخاصة بحرب العراق. ومن المتوقع أن يتم نشر تلك الوثائق السرية على الموقع في وقت لاحق. ومن المقرر عقد مؤتمر صحفي حول الأمر بالعاصمة البريطانية لندن اليوم.