يا لها من سعادة يستشعرها الإنسان حين يرى حكومة بلده تفكر بشكل صحيح (أحيانا). طالعتنا صحف هذا الأسبوع بأخبار جيدة عن قرارات محتملة تجعلنا نقول لأصحابها أحسنتم، ولا خير فيهم إن لم يتخذوها ولا خير فينا إن لم نحيهم عليها. قيل إن وزير التعليم التقى الدكتور فاروق الباز من أجل التعاون بين العالم الكبير والوزارة فى مجال تطوير مناهج العلوم ومواجهة ظاهرة هروب الطلاب فى المرحلة الثانوية من القسم العلمى إلى الأدبى. وعليه اتفق الطرفان على العمل من أجل تطوير مادة العلوم من الصف الأول الابتدائى وحتى الثالث الثانوى. ويقول الخبر المنشور فى صحيفة اليوم السابع إن الوزير اعتبر أن الاستعانة ب«الباز» جزء من خطة تطوير التعليم وفق منهج علمى وبواسطة المتخصصين الذين لا يختلف المجتمع على احترامهم وتقدير مكانتهم العلمية، وقال الوزير «هذه بداية لسلسلة من الإجراءات المشابهة فى مختلف المناهج الدراسية»، كاشفا عن نيته الاستفادة من الخبراء المصريين النابغين فى الخارج فى تطوير العملية التعليمية. وأعظم ما فى هذا الخبر، هو تعليقات قراء موقع «اليوم السابع» عليه. فالأغلبية كانت سعيدة ومتحمسة لأنه من المهم أن يصح الصحيح. كما طالب معظم القراء بالاستعانة بأسماء لامعة أخرى فى مجالات العلوم المختلفة. وهناك قرار آخر يبدو أنه لايزل موضع نقاش وجدل لكن المهم فيه أنه محاولة للتفكير خارج الصندوق حيث جاء فى «الشروق» أن محافظ القاهرة اجتمع مع رئيس الوزراء لمناقشة خطة تطوير ميدان رمسيس وأن هناك أفكارا مطروحة من قبيل إخلاء الميدان عن طريق استغلال محطة قليوب كمحطة نهائية لقطارات الوجه البحرى والمنيب للقادمين من الوجه القبلى وإنشاء محطة مترو رئيسية بقليوب لتسهيل الانتقالات من أجل تخفيف التكدس السكانى على منطقة وسط البلد التى يتردد عليها نصف مليون مسافر يوميا بسبب محطة قطار رمسيس. قطعا أنا لست خبيرا فى قضايا المواصلات أو تخطيط المدن، لكن من المستحيل أن تكون عاصمة مصر بهذا المستوى من العشوائية والضغط السكانى ويكون مطلوبا من المصريين أن ينتجوا أو يبدعوا ويحافظوا على الوقت المهدر بسبب الزحام. والأكثر استحالة هو أن يقف المسئولون عن شئون الوطن موقف المتفرج بمنطق ليس بالإمكان أفضل مما هو متاح. هناك ما يدعو للتفاؤل أحيانا، المهم ألا نتجاهل المشاكل وألا نتعجل الحلول وألا ننسى طاقات وإمكانات أبناء الوطن.