قد يكون تعادل الزمالك والأهلى مرضيا، من الرضا، وليس من المرض، للمعسكرين، وقد يكون مكسبا لرجال الأمن، وسكان القاهرة، فعلى الأقل نامت العاصمة مبكرا، ولم يعكر نسمات ليلها الخريفى البارد فى عز الربيع مظاهرات الفرح المبالغ فيها غالبا، لكن المؤكد أن التعادل خسارة للزمالك، الذى كان يحتاج إلى الفوز ليحل عقدة القمة، وبدء الموسم القادم بقوة، ومن أجل الإسماعيلى.. والأهلى كان فى أشد الحاجة للنقاط الثلاث بأمل التقدم نحو اللقب الخامس على التوالى والراحة من صداع «عشم الدراويش فى الدورى»؟!. كانت هناك بعض الفرص الخجولة للفريقين وتكفى كل منها أحدهما لتحقيق الفوز، ولا تعنى أى فرصة تهز الشباك أن المباراة كانت حافلة بها.. وقد أهدرت لتردد وتلعثم المهاجمين!. المباراة متوسطة المستوى، والنتيجة أفقدت القمة بريقها وإثارتها، ولعل أهم ماميز اللقاء هو الروح الرياضية والأعصاب الهادئة التى سادت بين لاعبى الفريقين وبين الجمهورين، ولعلها واحدة من أنظف مباريات الأهلى والزمالك فى السنوات الأخيرة.. وكانت فيها بقعة سوداء واحدة بين حازم إمام الصغير وأحمد حسن الكبير!. وقبل الخوض فى التفاصيل الفنية للمباراة، أتوقف عند انفلات حازم إمام، وأكرر انفلاته لأنها المرة الثانية التى يخرج فيها عن السلوك الرياضى، المرة الأولى كانت بصقة، وجهها إلى أحد خصومه، فى مباراة سابقة، وإذا كان حازم إمام مشروعا لنجم جديد فى الكرة المصرية فأن تلك النجومية ستنطفىء بأسرع مما تتوهج بسبب انفلات أعصابه.. ثم على إيه يعنى كل العصبية دى؟!. والآن أنتقل إلى اللقاء: كانت أهم أنصاف الفرص بالترتيب على النحو التالى: حازم إمام فى الدقيقة (5).. سدد كرة فى يد رمزى صالح بعد فاصل ترقيص سريع مع السيد. أبوتريكة فى الدقيقة 12 عندما تسلم كرة من فلافيو وسددها بسرعة خاطفة إلى القائم الأيسر للزمالك. مشروع فرصة لهانى سعيد فى الدقيقة 26، بعد تمريرة جميلة من حازم إمام، ولكن سعيد قلش فى المحاولة الأولى ثم أعطى الكرة إلى رمزى صالح فى المحاولة الثانية.. لكن يحسب لهانى سعيد أنه كان هناك يكمل ويساند هجومه.. أحمد عبد الرءوف فى الدقيقة 65 عندما تقدم من الناحية اليمنى وسدد فى المرمى. أبوتريكة عندما خطف الكرة فى الدقيقة 75 وسدد الكرة وتصدى لها عبدالواحد السيد.. (1): المباراة كانت مفتوحة فى وسط الملعب، مغلقة أمام الصندوقين لاسيما فى الشوط الأول، فخدع ذلك الكثير من المتفرجين فى البداية حيث ظنوا أن الأهداف ستكون كثيرة، وسيحتاج كل منهم إلى عداد ليحصى به أهداف فريقه.. إلا أن الوسط المفتوح جعل الجرى كثيرا وعشوائيا من جانب اللاعبين، وخط نهايته عند خط منطقة الجزاء هنا وهناك فالهجوم ينتهى عند الصندوق، وهذا إذا وصل هذا الهجوم..! (2): لعب الأهلى بطريقته المعروفة 3/4/2/1.. وكان فلافيو رأس الحربة الوحيد وفى الخلف الثلاثى محمد سمير وأحمد السيد ووائل جمعة وفى الوسط فتحى وجلبرتو، وإينو وعاشور، وأمامهم أبوتريكة، وأحمد حسن ثم فلافيو. ولعب الزمالك بطريقة 3/5/2، برأسى حربة وهما عبدالحليم على وشريف أشرف، وفى الوسط رحيل، وإمام، وعبدالرءوف، والميرغنى وهانى سعيد كليبرو وسط مدافع وفى الخلف أحمد مجدى، وفتح الله، وعمرو عادل.. (3): كانت المباراة كما توقعنا بين 8 لاعبين من الفريقين، أربعة من كل فريق.. ففى الزمالك حازم إمام، وصبرى رحيل، وأحمد الميرغنى وعبدالرءوف، ولعب الأخير بدلا من علاء على. وهؤلاء يمثلون هيكل عنصر الشباب والسرعة. وفى الأهلى كان ميزان الفريق الرباعى جلبرتو، وفلافيو، وأبوتريكة، وأحمد حسن.. وهذا التصور لأدوات الصراع يحكمه العناصر المساعدة، ولأن تلك العناصر كانت ناقصة، فقد كان الصراع ناقصا..كيف؟! (4): ينقل وسط الزمالك بسرعاته الهجمة إلى ملعب الأهلى بصورة أسرع من مهاجميه، شريف أشرف وعبدالحليم على.. وهذا الوسط فرض سيطرته الهجومية فى الشوط الأول، وتحرك فى مساحات كبيرة لاسيما حازم كارل لويس المعروف بحازم إمام، وعبدالرءوف، وصبرى رحيل الذى ظل معظم الشوط متابعا لما يجرى فى الطرف الآخر من الملعب، ففقد الزمالك مفتاحا مهما كان من أهم أسباب حيوية الفريق ودينامكيته فى المباريات الأخيرة.. وتميز أداء الفريق بصلابته الدفاعية ومقابلة أبوتريكة وفلافيو مبكرا خارج الصندوق.. إلا أن البناء الهجومى الجماعى لم يكن سليما، ولم يكن جيدا ولم يظهر عبدالحليم كما ظهر شريف أشرف، فبدت هجمات الزمالك غير مرتبة، ولكنها خطيرة على الرغم من العشوائية!. (5): عالج المدرب السويسرى دى كاستال أوجه النقص فى أدوات الصراع فى الشوط الثانى، حيث فرض على صبرى رحيل القيام بتحركات أمامية للمساندة وفتح جبهة يمنى بصبرى وبلاعب الوسط أحمد عبدالرءوف، كما تقدم هانى سعيد للمساندة من العمق، وتحرك عبدالحليم إلا أن تحركاته كانت فى كثير من الأحيان بدون الكرة، وبدون هدف تكتيكى حقيقى.. وعودته للخلف كانت تضعف القدرة الهجومية للفريق.. إلا أن الزمالك ظل مسيطرا فى الشوط الثانى ومبادرا ايضا بالهجوم والتهديد.. (6): فى الشوط الأول، تراجع وسط الأهلى ممثلا فى إينو وحسام عاشور إلى الخلف، وشكل حائطا للصد أمام خط الظهر بسبب سرعة لاعبى الزمالك لاسيما الشباب، وهذا التراجع أثر سلبيا على بناء الهجمات أيضا، سواء بالضغط على دفاع الزمالك وإجهاده أو بابتكار جمل تحقق المفاجأة، كما جعل هذا التراجع الرباعى أحمد حسن، أبوتريكة، وفلافيو، وجلبرتو يعانى من قلة التموين، ومن ضعف المساندة كما غاب أحمد فتحى من الناحية اليمنى، ففقد الأهلى بدوره جبهة هجومية مهمة، وكان ذلك غيابا لأدوات الصراع التى يملكها الفريق، وبالتالى غاب فلافيو..!. (7): مانويل جوزيه أجرى تعديلات مبكرة فى صفوفه، وسحب الطرفين، فخرج فتحى ولعب صديق وخرج جلبرتو ولعب معوض، لأن الفريق يلعب بلا جناحين، ولم يفتقد الجناح الأمين فقط بتوقف فتحى، وإنما لعب ناقصا واحدا من أهم مفاتيحه وهو جلبرتو، وبالتالى خسر الفريق كراته العرضية مصدر القوة والخطر الأول فى الأهلى. لكن هل نجح العلاج؟!. أسفر التغيير الذى أجراه جوزيه عن تغيير طفيف فى أداء الأهلى الجماعى نسبيا بعد أن دخل معوض فى جو المباراة وبعد اشتراك هانى العجيزى لكنه ظل هجوما ينتهى عند الصندوق الأبيض، باستثناء كرة سددها أبوتريكة من ضربة حرة مباشرة تصدى لها عبدالواحد ببراعة.. الأهلى يصل بكرة ثابتة ويعجز عن صناعة هجمات يخترق بها دفاعات الزمالك!. (8): شهد ربع الساعة الأخير حرب التغييرات بين المدربين فلعب شيكابالا بدلا من شريف أشرف، وانضم إلى علاء على، الذى سبقه ليلعب بدلا عبد الرءوف المتألق، وشهد ربع الساعة الأخير نشاطا من الأهلى بعد اشتراك العجيزى مكان أحمد حسن، حيث أجبر الدفع بالمهاجم الثانى دفاع الزمالك على التراجع بحذر، والدفاع هنا لانعنى به خط الظهر وإنما مجموعة الدفاع بالفريق بمن فيها الوسط هانى سعيد، والميرغنى وعلاء على.. ويبدو أن الزمالك اكتفى بما قدمه شبابه فى ساعة وقرر الحرص والحذر حتى لا يخسر، خاصة أن نقطة التعادل مثل ثلاث نقاط طالما أنه لا ينافس على اللقب، بينما سعى وحاول الأهلى، أملا فى الفوز، لكن لايكفى أن تسعى، فالمهم أن تملك القدرة وأن تستطيع ؟!. مبروك لمدير أمن القاهرة التعادل.. ويبقى الوضع معلقا فى سباق الدورى فربما تحدث في الأشياء أشياء! درجات اللاعبين الزمالك: عبد الواحد السيد (7)، أحمد مجدى (6)، فتح الله (6)، عمرو عادل (6)، صبرى رحيل (3)، حازم إمام (7) ، عبدالرءوف (6)، علاء على (لم يختبر)، هانى سعيد (6)، أحمد الميرغنى (6)، عبد الحليم على (2)، شريف أشرف (6)، شيكابالا (لم يختبر). الأهلى: رمزى صالح (6)، محمد سمير (6)، أحمد السيد (7)، وائل جمعة (6)، جلبرتو (صفر)، أحمد فتحى (صفر)، أحمد صديق (لم يختبر)، إينو (4)، حسام عاشور (5)، أحمد حسن (3)، هانى العجيزى (لم يختبر)، أبوتريكة (5)، فلافيو (2). بدون تفاصيل المباراة: الزمالك × الأهلى النتيجة: صفر / صفر الفرص: أشباه فرص لاتستحق التسجيل النجوم: حازم إمام ونحذره من تكرار الانفلات!