أمرت أمس نيابة غرب القاهرة بالتحفظ على النقيب محمد عاطف، معاون مباحث قسم الزيتون بالقاهرة على ذمة التحقيقات معه فى واقعة إطلاقه النار على هارب من تنفيذ حكم بالسجن المؤبد فى إتجار بالمخدرات مما أدى إلى مقتله. كشفت التحقيقات أن ضابط المباحث أطلق رصاصة واحدة من سلاحه الميرى استقرت فى رأس المتهم شريف شعبان، 31 عاما، فسقط مضرجا فى دمائه، وتم نقله للمستشفى، ولايزال يرقد فى العناية المركزة. واتضح أن الضابط جند سيدة تعمل راقصة،على خصومة بالمتهم، لاستدراج المتهم إلى محطة بنزين بشارع السواح بدائرة قسم شرطة الأميرية، وعندما توجه المتهم إلى المكان توجه الضابط بصحبة بعض أفراد الشرطة وعندما شاهد المتهم أطلق رصاصة تجاهه استقرت فى رأسه. وتبين أن الضابط غادر مكان الحادث عائدا لقسم الشرطة، وحرر مذكرة بالواقعة، وفى أثناء ذلك تنامى إلى سمع بعض أفراد الجهات الأمنية وجود إطلاق نار، فأطلقوا بدورهم طلقات نارية فى الهواء، فانتقل ضباط شرطة قسم الأميرية إلى المكان، فوجدوا الأهالى فى حالة تجمهر حول شخص ينزف من رأسه داخل سيارته، فاستدعى الضباط سيارة الإسعاف التى نقلته إلى المستشفى. وحرر ضباط شرطة الأميرية محضرا أثبتوا فيه أن الأهالى أبلغوهم بأن أحد الأشخاص ترجل من سيارة كان يستقلها برفقة أشخاص آخرين ثم أخرج مسدسه، وأطلق رصاصة صوب سيارة تسير فى الشارع بداخلها المتهم، فاخترقت الرصاصة رأس المتهم فاختل توازنه، وانحرفت منه عجلة القيادة حتى اصطدمت بسور القصر الجمهورى. وأضافت التحقيقات أن الشخص الذى أطلق النار من مسدسه عاد لسيارته مرة أخرى، وغادر المكان، عائدا لقسم الشرطة. وبعد لحظات من الحادث، تلقى مدير أمن القاهرة اللواء إسماعيل الشاعر بلاغا من ضابط المباحث يبلغه فيه أنه هو الشخص الذى أطلق النار على المتهم بشارع السواح. وحرر الضابط مذكرة قال فيها إنه يعرف المتهم معرفة شخصية، حيث ألقى القبض عليه عدة مرات فى 4 قضايا مخدرات، وصدرت فى أحدها حكم غيابى بالسجن المؤبد، وكان يرغب فى تنفيذ الحكم الصادر بسجن المتهم، فجند مصادر سرية لمراقبة تحركات المتهم، وبالفعل أخبرته إحدى مصادره السرية أن المتهم بصدد التوجه إلى بنزينة موبيل بشارع السواح لمقابلة راقصة لتسوية خلافات مالية بينهما. وأضاف الضابط فى مذكرته وتحقيقات النيابة أنه كان بديوان قسم الشرطة، فعرض على محام تصادف وجوده داخل مقر قسم الشرطة أن يعيره سيارته للتوجه للقبض على المتهم حتى لا يتمكن من الهرب، حيث إن التحرك فى سيارة الشرطة سيجعل المتهم يهرب من المكان. وأوضح الضابط أنه اصطحب معه المحامى صاحب السيارة وعددا من أفراد الشرطة السريين، وتوجهوا إلى مكان وجود المتهم، وحاولوا القبض عليه، إلا أن المتهم أطلق النار على القوة، فصوب الضابط مسدسه نحوه وأطلق رصاصة واحدة استقرت فى رأس المتهم. وواصل الضابط أنه شاهد إصابة المتهم واختلال عجلة القيادة فى يده واصطدام سيارته بالقصر الجمهورى، وتجمهر الأهالى حول المكان واتصلوا بشرطة النجدة والإسعاف، فقرر ترك المكان ولم يسعف المتهم لأن الأهالى اتصلوا بالإسعاف. بينما قال الأهالى إنهم سمعوا صوت طلقة واحدة، بعدها اختلت عجلة القيادة فى يد المتهم، ثم سمعوا أصوات طلقات نارية لم يتضح لهم مصدرها تحديدا. وأسفر تفتيش سيارة المتهم عن العثور على سلاح نارى «فرد خرطوش» به طلقة واحدة، ولا يوجد آثار لإطلاق نار. بينما قال أقارب المتهم ل«الشروق» إن ضابط المباحث اعتاد تلفيق قضايا مخدرات لنجلهم، رغم أنه حسن السير والسلوك ويعمل موظفا بإحدى الشركات الخاصة، وقبل الحادث بيوم، حضر ضابط المباحث، وألقى القبض على شقيق المتهم لإجباره على الإرشاد على مكان شقيقه، كما أن الضابط جند راقصة على خلافات مالية مع المتهم لإرشادها على مكانه، وهى التى استدرجت المتهم إلى مكان الحادث. وشهد مقر نيابة غرب القاهرة خلال التحقيقات حضور عدد كبير من القيادات الأمنية بمديرية أمن القاهرة، والبحث الجنائى، والأمن العام، وضباط الشئون القانونية بوزارة الداخلية لحضور التحقيقات مع المتهم. استمرت التحقيقات 18 ساعة، وأمرت النيابة بانتداب المعمل الجنائى والطب الشرعى لفحص سلاح الضابط وسلاح المتهم، كذا الكشف على المتهم لتحديد النواحى الفنية فى الحادث. وانتقل فريق من أعضاء النيابة العامة لاستجواب المتهم إلا أن حالته الحرجة حالت دون ذلك. بينما توجه رئيس مباحث قسم الأميرية بصحبة أحد الضباط النظاميين بالقسم فى وقت متأخر أمس الأول لتهدئة أهل المتهم موضحا أن التحقيقات مستمرة مع الضابط وأن المخطئ لابد أن يعاقب. وقال عمرو زغلول محامى المتهم إن الضابط استغل وجود خلاف المتهم مع راقصة بأحد الملاهى الليلية وجندها كأحد مصادره لاستدراج المتهم، وتلقى اتصالا هاتفيا منها قبل الحادث بدقائق، وكان فى الطريق إليها لمقابلتها إلا أنه فوجئ بكمين معد له من قبل الضابط داخل البنزينة. وأشار إلى أن الضابط لم يطلق رصاصة تحذيرية لإيقاف المتهم، ولكنه عندما شاهده أطلق الرصاص صوبه مباشرة ثم هرب من مكان الحادث. فيما أكد رفاعى المطراوى محامى المتهم أن الضابط خرج من قسم الشرطة التابع له وتعدى على اختصاص قسم شرطة آخر وتجاوز صلاحيته المهنية وأكد انه سوف يطلب من النيابة ضم دفتر أحوال القسم التابع له الضابط لمعرفة أسباب خروج الضابط وأفراد القوة المصاحبة له وقت وقوع الحادث.