مبكرا جدا، بدأت الاستعدادات لانتخابات مجلس الشعب فى دائرة «الدرب الأحمر» التى يتوقع لها أن تشهد منافسة قوية فى ظل وجود رغبة حقيقية لدى مختلف سكانها فى التغيير، وإنهاء سياسة الفوز بالمال التى ابتدعها احد المرشحين، فى انتخابات عام 1995، بحسب الأهالى. وبدأ الصراع داخل الدائرة التى تتكون كتلتها التصويتية من «55» ألف ناخب باستخدام مرشحى الوطنى المال والقوة لاستقطاب أكبر عدد من أهالى الدائرة لتأييدهم فى الانتخابات الداخلية للمجمع الانتخابى للحزب الوطنى كبداية لتأييدهم فى انتخابات مجلس الشعب المقبلة. وترتبط القوة داخل الدائرة باسم يحيى أبوراندا، الذى أطلق على نفسه لقب «زعيم المعارضة»، ويعمل أبوراندا أثناء الانتخابات بمهنة أخرى يستطيع من خلالها مؤازرة مرشح يختاره على حساب مرشح آخر مما قد يؤثر بشدة على الكتلة التصويتية بالدائرة وساند أبوراندا فى هذه الانتخابات أشرف عبدالعزيز المرشح على مقعد الفئات ولم يجد الأهالى الاسم المناسب لمهنته سوى «مهنة الدفاع عن المرشح». وتشهد الدائرة معركة انتخابية شرسة بين أعضاء الوطنى على مقعد الفئات الذى تقدموا بأوراق ترشيحهم للمجمع الانتخابى وهم «أحمد شيحة وأشرف عبدالعزيز وهشام أبوهديمة»، ويشاركهم المنافسة أحمد السنديونى، مرشح حزب التجمع عن نفس المقعد، نظرا لما يمتلكه من شعبية بين أهالى الدائرة خاصة الفقراء منها . فيما أصبح موقف النائب الحالى عن نفس المقعد، علاء عبدالمنعم، المنضم حديثا لحزب الوفد، ضعيفا بسبب تغيبه كثيرا عن الدائرة طيلة الفترة الماضية. وتقدم «4» مرشحين بأوراق ترشيحهم للمجمع الانتخابى للحزب الوطنى عن مقعد العمال وهم «عاطف عبده، النائب الحالى، ومحمود غانم، النائب السابق، وهشام شملول، وعبدالحى صالح»، إلا أن هذا المقعد يشهد المنافسة الأكثر شراسة من المستقلين الذين بلغ عددهم ما يقرب من 25 مرشحا عن مقعد العمال من أجل إسقاط النائب الحالى. وانفصل أحمد سالم، المرشح السابق للحزب الوطنى فى انتخابات الشورى، عن حزبه وانضم للمستقلين المرشحين على مقعد العمال ليأخذ بثأره من الوطنى بعد سقوطه فى انتخابات الشورى مقابل نجاح مرشح حزب الجيل. وأعلن المرشحون المستقلون عن مقعد العمال تكاتفهم معا ضد النائب الحالى عن نفس المقعد فى حالة دخول أحدهم جولة الإعادة ضده، فيما انتشر العديد من الشائعات داخل الدائرة والتى منها وجود صفقة بين حزب الوفد والحزب الوطنى يفوز بمقتضاها الأول بمقعد الفئات لنائبه الحالى علاء عبدالمنعم. فيما رفض الأهالى مرشحى حزب الوفد بالدائرة والتى من المتوقع أن يكونا الفنانة سميرة أحمد، مرشحة عن مقعد العمال، وعبدالمنعم عن مقعد الفئات، مبررين ذلك بأن «سميرة كبرت وعليها أن تكتفى بالاعتناء بنفسها وتترك المقعد لمن يخدم»، وأن نائب الفئات الحالى لم يخدمهم طيلة وجوده بالبرلمان ولم يأت للدائرة ليعرف أحوال أهلها. وقال الأهالى إنهم سمعوا أنباء عن تراجع سميرة احمد عن الترشح بالدائرة لضعف شعبيتها واختيار دائرة غيرها. وقال شيحة «كل ما نقوم به، مجرد أفعال خيرية نؤديها منذ ما يقرب من 50 عاما، ولكنها انتشرت بين الناس فور ترشحى لانتخابات مجلس الشعب عام 1995 وبناء عليها اتهمونى باستغلال المال فى الانتخابات»، نافيا أن تكون أعماله الخيرية «دعاية انتخابية فقط بل انها مستمرة طوال العام». يذكر أن مجدى الكردى، منسق الائتلاف الشعبى لدعم جمال مبارك، يسكن بحى الدرب الأحمر وقام بتوزيع العديد من لافتات تأييد جمال داخل الحى وألصق العديد من هذه اللافتات بشارعه، إلا أن الأهالى يستنكرون بشدة تأييده لمبارك وأكدوا أن ذلك أثر بالسلب على قوة تأييدهم لمرشحى الوطنى.