بعد أن تم ترشيح أكثر من ممثلة لتجسيد دور الفنانة ليلى مراد فى مسلسل «قلبى دليلى»، استقر المخرج محمد رجب على اختيار الفنانة السورية صفاء سلطان للقيام بدور «قيثارة الشرق»، حيث بدأت قبل أيام تصوير المسلسل الذى سبقته عاصفة من الجدل لاعتراض أسرة الفنانة الراحلة عليه. وتقول صفاء سلطان: عندما طلبوا منى المشاركة فى المسلسل، ظننت أنهم رشحونى لأحد الأدوار الرئيسية، ولم أتوقع أن يكون دور البطولة، وانتابتنى حالة سعادة غامرة عندما علمت أننى سأجسد شخصية ليلى مراد، فقرأت الورق ووجدت إبداعا فى الكتابة، خاصة أن السيناريو مأخوذ عن كتاب لصالح مرسى، وكل المعلومات الموجودة فيه صحيحة لأنه مأخوذ عن حواراته مع ليلى مراد نفسها. هل كنت تتوقعين أن يتم اختيارك لتجسيد دور ليلى مراد؟ أنا من عشاق صوت ليلى مراد، وحتى قبل أن أعلم بوجود المسلسل كنت أحب أن أنام على أغانيها، وكأن هاتفا يقول لى إننى سأقدم مسلسلا عنها، فحضرت نفسى لها جيدا، لكنى ورغم عشقى لها لم أكن أعرف عن حياتها الشخصية أى شىء، وبعد قراءتى عنها اكتشفت وجود تشابه كبير جدا بينى وبينها، ليس فى الشكل والصوت، وإنما فى تركيبتها وشخصيتها. هل هناك صفات مشتركة تجمعكما؟ هناك الكثير من الصفات التى تجمعنا سويا ويصعب حصرها، فأنا أشبه ليلى مراد فى تفاصيل دقيقة مثل طريقة ارتباطها بالرجل الذى تحبه، فهى كانت تعجب بالشخص الذى يكون مميزا عن غيره من الرجال، وهذا أمر مشترك بيننا، فهى لم ترتبط برجل إلا بعد أن تنجذب هى إليه أولا، وتحبه، فكانت تختار هى الرجل الذى ترتبط به، فهى لم تكن تحب الرجل الذى يجرى وراءها، ويفاتحها بحبه لها، وكانت دائما تبادر بالحب والإعلان عنه، والتشابه الرسمى بينى وبينها فى عملنا لأنها كانت ممثلة ومغنية وأنا كذلك مثلها، وبالنسبه للمسئولية فأنا ممثلة لا تحب السهرات والحفلات، وبمجرد الانتهاء من عملى أعود إلى بيتى مباشرة. وكيف كان استعدادك للدور؟ اشتغلت على شخصية ليلى مراد نفسها بعيدا عن السيناريو، فأحضرت جميع أعمالها بداية من فيلمها الأول «يحيا الحب» مع الفنان محمد عبدالوهاب، وأغنياتها، والكتب التى تناولت سيرة حياتها، بما فيها كتاب صالح مرسى، وكان يتملكنى فضول أن أتعرف على كل صغيرة وكبيرة فى حياتها، وبحثت عنها أيضا فى الإنترنت.. وتقريبا عملت عدة بحوث عن حياة ليلى مراد، لكى أعيش الشخصية بمنتهى الصدق. وما الذى اكتشفتيه خلال رحلة البحث؟ اكتشفت أن ليلى مراد كانت مسئولة عن نفسها، وعائلتها، وشغلها، ولا تسمح لأحد أن يتدخل فى أى شىء يخصها، وكانت صاحبة قرار، وذكية جدا، وتحب الماس والمجوهرات، فكان عندها رقى فى ملابسها واكسسواراتها، وكان عندها «إنفة» غير عادية فى مشيتها وصوتها، فكانت حتى إذا أخذت دور فتاة فقيرة فى فيلم، تشعر وهى تقدم الدور أن بداخلها عظمة، ولم تكن أبدا فتاة مكسورة حزينة لأن العظمة والإنفة طبع فيها. وما هى الفترة التى يتناولها المسلسل فى حياتها؟ المسلسل سيبدأ عندما كانت تبلغ من العمر عامين، وينتهى عند بلوغها الثامنة والثلاثين، وهى السن التى اعتزلت فيها الغناء والتمثيل، كما يتطرق المسلسل لبعض علاقاتها الشخصية مع أسرتها خاصة والدها زكى مراد الذى ورثت عنه الفن، وشقيقها منير مراد، كما يظهر علاقتها بأعز أصدقائها «نوال» والتى كانت تبوح لها بكل مشاكلها، وتأمنها على أسرارها، كما يتناول المسلسل علاقتها بخالتها، والفنان محمد عبدالوهاب، وعلاقتها أيضا بزوجها الفنان أنور وجدى، وعلاقات أخرى لها لم نكن نعرفها لكنها صرحت بها فى كتاب صالح مرسى. كيف وجدتها بعد معرفتك بتفاصيل حياتها؟ قبل أن أقرأ عنها شيئا، كنت أراها امرأة جميلة، وجذابة ورقيقة، لكن بعد قراءتى عنها اكتشفت أنها كانت امرأة قوية جدا، وكانت لها معارك مع الحياة منذ صغرها عندما قررت أن تعمل وتساعد فى الإنفاق على أسرتها، وهذا جعلها قوية جدا طوال حياتها، ولكن من المؤكد أنها تعرضت للظلم فى طفولتها، ولم تتمتع مثل كل الصغار بطفولتها، لأنها كانت تعمل. وماذا عن ملاحظاتك على السيناريو؟ لم أعترض على أى شىء فيه، ولكن كانت لى ملاحظة واحدة وهى أن المسلسل يتناول حياتها وكأنها ملاك لم تخطئ أبدا، وأنا أرى أن أى إنسان لابد أن يخطئ، ولابد أن يكون له رد فعل عندما يظلمه الناس، لكنها فى المسلسل، عندما يخطئ أحد فى حقها تقول دائما ربنا يسامحك، فهذا هو الشىء الوحيد الذى علقت عليه، لكن لم يتم تعديله، لأنهم أقنعونى بأنها كانت بالفعل ملاكا. مسلسل «أسمهان» كان صريحا لدرجة صادمة.. فهل سيكون فى المسلسل ما هو صادم عن ليلى مراد؟ لا يوجد أى شىء صادم فى المسلسل، لأننا نتحدث فقط عما يتعلق بحياتها كفنانة، أما حياتها الشخصية فلم نتطرق لأى شىء إلا الذى أعلنته بنفسها، فنحن لم نتدخل فى أسرارها، كما أن المسلسل ينتهى عند اعتزالها الفن، لأن بعد اعتزالها أصبحت ملكا لنفسها وليس للجمهور حق فى أن يعرف عنها شيئا، وأنا كفنانة اذا جاء الوقت الذى تقدم فيه حياتى الشخصية فى عمل فنى فلن أقبل أن يتدخل العمل فى حياتى الخاصة التى أخفيها عن الناس.. وعموما لا توجد مقارنة بينها وبين الفنانة الراحلة أسمهان. وما هى الأحداث التاريخية التى يتناولها المسلسل؟ المسلسل تدور أحداثه فى حقبة زمنية مهمة جدا، تبدأ بمشاركة الجيش المصرى فى حرب فلسطين عام 48، وكان لها فى هذا وقفة جميلة، فذهبت فى زيارات للضباط المصريين فى الحرب، وأخذت معها زملاءها الفنانين إلى المستشفيات لزيارة الجرحى، كما يتطرق العمل لعصر الملك فاروق وصفقة الأسلحة الفاسدة، وإعجاب الملك فاروق الشديد بأفلامها وأغانيها خاصة أنه كان يعشق صوتها، وكانت تذهب إليه فى القصر دائما، فكانت صديقة مقربة له، ومن شلته الرئيسية التى كان يلعب ويضحك معها. وكيف تناولتم اتهامها بالجاسوسية لصالح اسرائيل؟ لم تُتهم بالتجسس، ولكن اتهمت بأنها تعطى معونات للصهاينة فى فلسطين، وهذه كانت شائعة وهى كذبتها بنفسها، وسنتناولها فى المسلسل. هل كانت تعانى فى معاملاتها لأنها يهودية فى مجتمع إسلامى؟ لم تكن تعانى أبدا، لأنها رفضت الهجرة إلى إسرائيل بعد احتلال فلسطين، فكانت تقول إنها مصرية وليست إسرائيلية، وحتى بعدما أصبحت نجمة مشهورة وغنية طلب منها اليهود أن تمدهم بالمال لشراء الأسلحة فرفضت، وقالت هذا ليس موجودا فى كتاب التوراة. كما أنها كانت تحب الإسلام حتى قبل اعتناقها له، وكانت تحب صوت أذان الفجر جدا وتنام عليه، منذ صغرها، وكانت تحب أيضا فانوس رمضان، كما أنها تعلمت مخارج الحروف عند قارئى القرآن الكريم. وكيف كان إسلام ليلى مراد؟ أسلمت لأنها أحبت الإسلام، وحينها كانت متزوجه من أنور وجدى، وليس صحيحا أن إسلامها جاء بضغط منه أو من أى أحد، وإسلامها جاء فجأة فهى استيقظت فى منتصف ليلة وقررت إشهار إسلامها. المخرج زكى فطين عبدالوهاب ابن ليلى مراد عارض المسلسل بشدة. لماذا؟ مع احترامى الشديد للمخرج زكى فطين، أرى أن ليلى مراد لها معجبون بالملايين، يتمنون أن يعرفوا الكثير عنها، كما أن هناك جيلا جديدا لهم الحق فى أن يعرفوا نجوم الجيل القديم، وقصص كفاحهم وكيف وصلوا إلى نجوميتهم، وما السر فى تواجدهم حتى هذه اللحظة، وبعد قراءتى للسيناريو لم أفهم لماذا يعارض المسلسل، لأنى لم أجد أى شىء يسىء لها، أو له شخصيا هو ووالده، وأحب أن أرسل له رسالة من خلالكم: اطمئن، السيدة «ليلى مراد» ستكون فى مكانتها، ونحن فقط نحتفى بها لا أكثر ولا أقل، وبدلا من أن تقدم قصة حياتها فى برنامج وثائقى نقدمه فى مسلسل. كما أنه تكريم لها ولمشوارها الفنى. اعتذر عن هذا العمل ممثلات كثيرات ألم يقلقك هذا؟ هذه المعلومة تتردد كثيرا وهى غير صحيحة، لأن هذا المسلسل لم يعتذر عنه سوى ممثلة واحدة فقط هى يسرا اللوزى، ولكنها اعتذرت عنه لعدم استعدادها جيدا للدور ورأت أنه يحتاج إلى 6 أشهر حتى تتعايش مع الشخصية، وأنا احترمتها لأنها تعرف خطواتها جيدا.