خلافا لعادته بالتحدث للصحفيين عقب كل لقاء له مع الرئيس حسنى مبارك تفادى الرئيس الفلسطينى محمود عباس الدخول لغرفة الإفادة الصحفية بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة أمس عقب لقاء مطول مع مبارك أعقبه بمناقشات إضافية مع وزير الخارجية أحمد أبوالغيط والوزير عمر سليمان مدير المخابرات. وبحسب مصدر فلسطينى فإن عباس أبلغ الرئيس مبارك أمس فى القاهرة «شعوره باليأس الكامل وقلقه مما ستصير إليه الأمور على الصعيد الفلسطينى الداخلى فى حال ما أعلن عن فشل جهود التسوية». كان الرئيس الفلسطينى قد غاب عن أنظار الصحافة عصر أمس الأول أيضا فى عقب غداء عمل جمعه مع عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية أعقباه بلقاء ثنائى مغلق ولدى مغادرة موسى لم يظهر عباس معه خلافا لما هو معتاد وإنما صحبه صائب عريقات المفاوض الفلسطينى الأول. «مرحلة بحث البدائل قد بدأت» هكذا قال موسى عقب لقائه مع عباس بمقر إقامة الثانى بأحد قصور الضيافة المصرية. وأكد موسى وعريقات الحرص العربى على تحقيق عملية السلام لغايتها المتعلقة بتسوية سلمية وعادلة للصراع العربى - الاسرائيلى وللجهود والمحاولات التى يبذلها الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى هذا الصدد. وبدا عريقات وموسى متشائمين حيال أفق التفاوض المباشر الذى أصر أوباما على إطلاقه مطلع سبتمبر الماضى بلقاء استضافه فى البيت الابيض بمشاركة عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وكل من الرئيس مبارك والعاهل الأردنى عبدالله الثانى. «هناك إحباط كبير ويأس» قال موسى مشيرا للرفض العربى لتقديم غطاء لإصرار إسرائيل على الاستمرار فى الاستيطان، المسئولان العربيان لم يعلنا عن موقف نهائى يفيد بوقف التفاوض المباشر بصورة كاملة مع استعادة الاستيطان الإسرائيلى غير الشرعى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، بل تحدثا عن الجهود الأمريكية لمحاولة إقناع إسرائيل بالعودة لوقف للاستيطان ووصفه موسى بأنه «منقوص وهش وبه الكثير من المساوئ» للحقوق العربية. وحمل عريقات «الحكومة الإسرائيلية المسئولية الكاملة» عن مصير عملية السلام الذى أشار إلى أنه قد يؤول إلى الفشل فى حال إصرار إسرائيل على الاستمرار فى الاستيطان. موسى وعريقات قالا إن لجنة المتابعة العربية التى ستلتقى فى سرت الليبية نهاية الأسبوع الحالى قبيل عقد القمة العربية الاستثنائية ستنظر فى الإعلان عن موقف عربى كامل دون أن يلمحا إلى أن اللجنة ستتخذ بالضرورة قرارا فوريا بوقف التفاوض يتجاوز المهلة الزمنية التى كان مبعوث الرئيس الأمريكى للشرق الأوسط جورج ميتشيل قد طلب بمنحها له من قبل العواصم العربية.