تلك الحملة كانت أطرف وأعمق تحليل سمعته فى وصف النتيجة التى حققها الأهلى فى استاد القاهرة أمام الترجى التونسى. فالفوز تحقق.. لكنه فوز لم يحقق الارتياح ولم يصحبه الاطمئنان.. وجعل كل الحسابات مفتوحة، وأوجد جدلا سيبقى محتدما حتى موعد مباراة الإياب التى ستحدد أحد طرفى نهائى البطولة الأفريقية. شاهدت المباراة وعيناى على هذه السطور التى أكتبها عنها.. كنت أمنى النفس بأن تكون الأولوية والأسبقية لتحليل الأداء والتفاصيل التى أوصلت المباراة إلى «أسوأ أحسن نتيجة»! لكن للأسف!.. مشهد واحد فقط جعلنى أشعر بأن الحديث عن التحليل الفنى هو مجرد عبث إذا ما اقترن ب«أسوأ أسوأ ما فى كرة القدم»!.. وملعونة تلك اللعبة التى حولتنا إلى وحوش تشرع فى قتل أناس لا نعرفهم ومن دون سبب منطقى أو غير منطقى. ماذا يساوى فوز فريق بمباراة أو لقب إذا ما أزهقت معه روح إنسان مسكين يؤدى عمله من أجل توفير لقمة عيش لأسرة يعولها؟! ما حدث فى مدرجات استاد القاهرة من «ألتراس الترجى» هو شروع فى قتل بكل ما تحمله التهمة من توصيف! شاهدنا عشرات وليس 11 مشجعا فقط، يهرسون اثنين من العمال المساكين المكلفين بحفظ النظام وتوفير الحماية لهؤلاء الوحوش! قلة من جماهير الترجى، وقلة من جماهير الأهلى، وقلة من الإسماعيلى وقلة من الشبيبة، وقلة فى سوريا، وأخرى فى الأردن، وغيرها وغيرها تجعل لدينا عدد هائل لا بأس به من المتخلفين الأغبياء فى وطن كبير من المفترض أن عاداته وتقاليده وأخلاقياته لا تسمح بوجود هولاء! لا أبالغ ولا أسعى إلى التعميم إذا قلت إننى بدأت أكره جملة أن الجمهور هو اللاعب رقم 12، بعد أن أصبح الشغب يأتى من خارج الملعب وليس من داخله! رغم حساسية اللقاءات وأهميتها، لم نعد نرى أحداثا تستحق الذكر من اللاعبين، لكننا اعتدنا قلة الأدب من الجماهير! أتصور أنه آن الأوان لكى تنسق وزارات الداخلية العربية جهودها للتصدى لمثل هؤلاء المتخلفين المخالفين للقوانين. لا أتصور أن تسعى السفارة التونسية فى القاهرة لحماية من يثبت إدانته فى أحداث استاد القاهرة! لم أعد أنتظر عقوبات الاتحاد الأفريقى التى تنص عليها لوائح المسابقة، بل أنتظر من القانون أن يأخذ مجراه وأن تقوم المحاكم بدورها.. كلامى ليس مقتصرا على هذه الفئة من حثالة الجماهير التى اقترفت ما أقترفت فى استاد القاهرة، بل هو موجه للسلطات التونسية أيضا وقضائها أن تفعل الأمر نفسه مع أى خارج على القانون فى استاد المنزه أو رادس.. فالمبدأ لا يتجزأ والقانون يجب أن يطبق على الجميع. شاهدت مباراة أمس الأول وإلى جوارى قائد منتخب تونس السابق والزميل الحالى نبيل معلول وزميلنا الصديق خالد بيومى وعلى مقربة منا أحد أشهر حراس تونس الناصر شوشان وعدد من المصريين والتوانسة ولم أشعر للحظة أننا جميعا نساند فريقين غريمين.. وجميعنا مصريين وتوانسة لا نقبل بما حدث! أقول لوزير الداخلية فى مصر ولوزير الداخلية التونسى: تصور أن من يتم دهسه تحت الأقدام هو أخوك.. فماذا أنت فاعل؟! نحوا السياسة جانبا ودعوا القانون يأخذ مجراه.. فربما ينصلح حالنا يوما!