ذكرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية في مقالها الافتتاحي اليوم الاثنين، أن نيتانياهو في حاجة للتخلص من ليبرمان وكافة الأحزاب المتشددة التي تتكون منها حكومته إذا أراد تحقيق وعده بتوقيع "اتفاق سلام تاريخي" مع الفلسطينيين. وأشارت الصحيفة أن أزمة تمديد تجميد بناء المستوطنات كشفت أن التحالف الذي كونه نيتانياهو مع الأحزاب المتشددة مثل "إسرائيل بيتنا وشاس" وصل إلى نهاية مسدودة، موضحة أن تلك الأحزاب كانت تضمن حرية التصرف لنيتانياهو وتوافقه في التجميد المؤقت لبناء المستوطنات، لكن الوضع تغير تماما بعد عودة المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، حيث وقع الوزراء الممثلون لتلك الأحزاب في الوزارة في معضلة – مابين ولاءهم لأفكار أحزابهم في عدم التفاوض أو القبول بأي تسويات مع الفلسطينيين، أو الاستمرار كوزراء في الحكومة – وهو ما تغلبوا عليه من خلال الهجوم على الجهود الدبلوماسية لإحلال السلام من داخل أماكنهم داخل الحكومة، وكانت خطبة وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان في مجلس الأممالمتحدة قمة الهجوم على تلك الجهود بتشكيكه في إمكانية التوصل على سلام. وأضافت الصحيفة أن المعارضة الشديدة من جانب وزراء الأحزاب المتشددة لمد تجميد بناء المستوطنات يظهر أن نيتانياهو أصبح عاجزا عن التحرك داخل تحالف يتحكم في استمراره كرئيس وزراء. وختمت الصحيفة المقال بقولها إنه طالما استمر ليبرمان وغيره من وزراء متشددين داخل الحكومة الإسرائيلية، فإن دعوات نيتانياهو للفلسطينيين للعودة للمفاوضات بلا معنى، مشددة أنه يجب على نيتانياهو استبدال حزب ليبرمان وغيرها من أحزاب يمينية متشددة بحزب كاديما - التي أعلنت رئيسته تسيبي ليفني تأييدها لخطوات نيتانياهو نحو السلام – معتبرة أن حكومة تحتوي على أحزاب الوسط المؤيدة للسلام هي الوحيدة القادرة على إبرام اتفاق سلام وإخراج إسرائيل من عزلتها الدولية.