رجل يحمل حطبا على ظهره ويمر بجوار مزروعات منتشرة على جوانب الطرق، وعلى الجانب الآخر ماعز ترعى في أحد الحقول الفقيرة من أثر مجاعة وجفاف ضرب كوريا الشمالية في تسعينيات القرن الماضي. ظروف صعبة يعانيها الكوريون الشماليون لتدبير قوت يومهم. وعلى الجانب الآخر من البلاد يستعد "القائد الغالي" كيم جونج ايل (68 سنة)، ويعد الأوضاع لكي يخلفه نجله الأصغر كيم جونج اون (27 سنة)، الذي سيرث بلدا شعبه جائع واقتصاده منهار. ويمكن للزائر على متن حافلة في ضواحي بيونج يانج أن يرى عددا من بساتين الخضار في أي مكان، على جوانب الطرق، أو أمام مطعم مخصص للأجانب، أو بين شجرتين على طول جادة مؤدية إلى المطار. لكن لا يسمح للزائرين الأجانب بالتنقل من دون مرافق رسمي في كوريا الشمالية. ويجعل الدليل من الصعب زيارة أحد المتاجر، كما يتعلل بضيق الوقت لرفض التوجه إلى سوق محلية تابعة للدولة مع أنها "شعبية جدا". المحلات "الرسمية" موجودة عادة في الطابق الأرضي للعديد من المباني، ولبعضها واجهات يمكن للناظر من نافذة الحافلة أن يرى فيها أحذية وزجاجات وعلبا من الطعام. وفرضت الأسرة الدولية على البلاد في السنوات الأخيرة سلسلة من العقوبات الاقتصادية على خلفية التوتر المستمر حول برنامجها النووي. وفي ستينيات القرن الماضي، بعد حرب الكوريتين (1950- 1953) التي انتهت بتكريس الانقسام بين شطري شبه الجزيرة الكورية، أطلقت كوريا الشمالية برنامجا مكثفا للتصنيع، حتى أنها تجاوزت جارتها في الجنوب. إلا أن الاقتصاد المخطط له تدهور قبل أن ينهار مع توقف المساعدات والعلاقات التجارية مع الكتلة السوفيتية السابقة. وضربت مجاعة أسفرت عن مليون قتيل بحسب منظمات غير حكومية في التسعينيات (1995-1998)، كما أن البلاد تعاني بانتظام من نقص في المواد الغذائية. وتشير الأممالمتحدة إلى أن ثلث الأطفال يعانون من سوء التغذية. ولا يتجاوز سعر تذكرة المترو في بيونج يانج والترام الكهربائي أو الحافلة 5 وون (30 سنتا أمريكيا)، إلا أن قلة من النخبة لا تحتاج إلى وسائل النقل العام، إذ يستخدم مدير وكالة محلية للسفر سيارة مرسيدس سوداء. وبعد إصلاحات محدودة في العام 2002 أجازت بفتح أسواق، عاد النظام وتراجع في العام 2005 وحظر هذه النشاطات الخاصة. ويمكن للنخبة الذين يتعاملون بالعملات الأجنبية أو للسياح أن ينزلوا في واحد من الفندقين الفاخرين في العاصمة، ويدعى "يانجاكدو"، حيث يجدون فرشاة أسنان ومكرونة مستوردة وكحولا وأدوية.