يجتاح الآلاف من عمال أوروبا شوارع العاصمة البلجيكية بروكسل، اليوم الأربعاء، في مسيرات احتجاج على الموجة الأخيرة من إجراءات التقشف التي شرعت فيها حكومات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في أعقاب أزمة الديون بمنطقة اليورو. وأعلن اتحاد النقابات العمالية في أوروبا، وهو مظلة تضم نقابات العمال في عموم القارة ومنظم الحدث، أنه من المتوقع أن يشارك في المسيرة أكثر من 100 ألف شخص من كل أنحاء أوروبا، وقال جون مونكس، الأمين العام للاتحاد قبيل انطلاق المسيرات: "سنتظاهر للإعراب عن قلقنا إزاء الحال الاقتصادية والاجتماعية التي ستسوء بفعل إجراءات التقشف". تأتي المظاهرة في اليوم الذي من المقرر أن تحدد فيه المفوضية الأوروبية خططا لفرض عقوبات أكثر صرامة على دول الاتحاد الأوروبي التي تنتهك سقف العجز في ميزانيتها، ومعدل ديونها بحسب معايير التكتل. وقال مارتين شولز، زعيم المجموعة الاشتراكية في البرلمان الأوروبي، والذي يؤيد الاحتجاج إنه "بالنسبة إلى ملايين الناس الذين فقدوا وظائفهم بسبب الأزمة المالية، سيكون ذلك أنباء سيئة. إننا نشدد على نهج أكثر مرونة". ونوه مونكس إنه سيعرب عن مخاوفه مباشرة إلى جوزيه مانويل باروسو، رئيس المفوضية الأوروبية، وإيف ليتيرم، القائم بأعمال رئيس الوزراء البلجيكي، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية الحالية للاتحاد الأوروبي. ومن المقرر أن يلتقي قادة اتحاد النقابات الأوروبي باروسو وليتيرم عقب انتهاء الاحتجاج في حديقة "سينكوانتينير" ببروكسل على بعد أمتار من مقر الاتحاد الأوروبي. وبشكل مواز، من المتوقع أن ينظم العمال مسيرات في شوارع الكثير من العواصم الأوروبية الأخرى، ففي أسبانيا، دعت نقابات العمال إلى تنظيم إضراب عام، بينما قال اتحاد نقابات العمال في أوروبا، إنه تم التخطيط لإجراء مظاهرات في البرتغال وإيطاليا ولاتفيا وبولندا وقبرص ورومانيا وجمهورية التشيك وليتوانيا وفرنسا وأيرلندا وصربيا.