أكد المحلل السياسي البلجيكي بودوان لوس أن عدم قيام إسرائيل بتمديد قرار تجميد الاستيطان يؤكد أن أفق السلام في الشرق الأوسط لا يزال بعيدا ، وقال إن حكومة إسرائيلية متطرفة لا تستطيع الاختيار بين السلام وبين الاحتفاظ بالأراضي. وأضاف لوس - خلال حوار مفتوح مع المواطنين على شبكة الانترنت اليوم الثلاثاء - أن السلام لا يمكن أن يقوم بين طرف فلسطيني ضعيف وطرف إسرائيلي قوي، حيث يملك الطرفان وجهات نظر متباعدة جدا تجاه القضايا الشائكة مثل الحدود واللاجئين والقدس. وأكد أن كل واحدة من هذه القضايا تشكل عثرة كبيرة أمام السلام في ظل صعوبة البحث عن حلول وسط في الأجواء الحالية ، فلا حدود الدولة الفلسطينية يمكن تعريفها في ظل استمرار عمليات البناء في الضفة ، وكذلك الأمر بالنسبة للقدس التي يطالب بها الطرفان كعاصمة لهما . ووصف المحلل السياسي الموقف الأوروبي من عملية السلام ب "الغامض" معتبرا أن أوروبا لا تزال تعيش تحت عقدة ذنب الهولوكست ، ولذلك فهي لا تستخدم وسائل الضغط الاقتصادية والتجارية المهمة التي تمتلكها ضد إسرائيل . وعبر عن قناعته بأن إسرائيل لا يمكن أن تتحرك باتجاه السلام بدون ممارسة ضغوط كبيرة عليها ، والأوروبيون منقسمون بهذا الشأن ، وأعاد المحلل إلى الأذهان الضغط الذى مارسه الرئيس الأمريكي باراك أوباما على الحكومة الإسرائيلية العام الماضي، ما أدى إلى تجميد الاستيطان بشكل مؤقت لمدة عشرة أشهر، انتهت منذ يومين. وأكد لوس أن الرئيس الأمريكى لا يمارس ضغطا حاليا على إسرائيل لأنه سيواجه انتخابات الكونجرس النصفية فى نوفمبر القادم ، وأكد أن هذه الانتخابات القادمة قد جعلت الرئيس أوباما أقل حزما مع الإسرائيليين عن ذى قبل. وحول موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، رأى أن عباس يجد نفسه حاليا بين نارين ، فعليه أن يواصل المطالبة بتجميد الاستيطان من أجل الاستمرار في التفاوض ، ليكون وفيا لتعهداته أمام شعبه ، ولذلك فقد أعطى فرصة أخرى حتى الرابع أكتوبر القادم . وأشار لوس إلى أن العالم بأسره يعتبر أن إقامة الدولة الفلسطينية غير ممكنة في ظل استمرار سياسة احتلال الأراضي الفلسطينية من قبل إسرائيل ، مشددا على أن كافة الأطراف الدولية عدا إسرائيل ترى في الاستيطان أمرا غير شرعي ومناقض تماما للسلام .