تنظم دار الأوبرا المصرية بالتعاون مع سفارة بولندا بالقاهرة وقطاع العلاقات الثقافية الخارجية وهيئة تنشيط السياحة احتفالية فنية عالمية ضخمة تقام تحت عنوان «شوبان فى الأهرامات»، وتتضمن فقرات فنية من موسيقى كلاسيك جاز روك من العاصمة البولندية «وارسو» بمناسبة مرور 200 عام على ميلاد شاعر البيانو المؤلف الموسيقى البولندى العالمى فريدريك شوبان. الاحتفالية تقام فى الثامنة مساء غد الأربعاء على مسرح باحة الأهرامات بجوار مسرح الصوت والضوء، الذى تم بناؤه كمنحة من الحكومة البولندية وهيئة تنشيط السياحة على مساحة 1600 متر مربع وبمدرجات تتسع ل4000 مشاهد. يقول «بيوتو بوتشا» سفير بولندا بالقاهرة إن حكومة بلاده قررت ترشيح مصر لتمثل الشرق الأوسط فى استضافة الاحتفالية، التى اختير لها ثلاث دول فقط حول العالم هى (مصر الصين فرنسا) لما تتمتع به هذه الدول من تاريخ وعمق ثقافى كبير، حيث تنتقل الاحتفالية إلى سور الصين العظيم وأمام برج إيفل بفرنسا، وتم اختيار دار الأوبرا المصرية لتنظيم الاحتفالية لما تتمتع به من إمكانات فنية وبشرية متميزة تؤهلها لاستضافة أهم الأحداث العالمية.. من جانبه أعلن الدكتور عبدالمنعم كامل رئيس دار الأوبرا أن الاحتفالية تمثل التقاء الحضارة المصرية والحضارة الأوروبية فى حوار ثقافى وفنى متميز، وتهدف إلى توطيد العلاقات الثقافية بين مصر وبولندا. وأشار إلى أنها تتضمن مجموعة من أشهر مؤلفات شوبان الكلاسيكية بعضها تمت إعادة صياغته داخل قوالب موسيقية مختلفة تتنوع بين الجاز والروك ويصاحبها رقصات وعروض للمؤثرات الضوئية والبصرية تتناغم وتستلهم عبقرية المكان ويؤديها نخبة من الموسيقيين والفرق البولندية بمشاركة السوبرانو المصرية «دينا اسكندر». يذكر أن فريدريك شوبان ولد عام 1809بإحدى ضواحى وارسو ببولندا، من أب فرنسى وأم بولندية ومنذ البداية ظهرت موهبته الخارقة فى العزف على البيانو وكانت الألحان الشعبية البولندية مصدر إلهام قومى له، سافر إلى باريس والتقى الفنانين الرومانتيكيين، الذين تعرفوا على موهبته وتلقفه أستاذ مغرور ادعى أنه سيجعل منه معجزة موسيقية خلال ثلاث سنوات، وانخدع شوبان إلا أن فرانزليست أعظم عازفى البيانو فى التاريخ أنقذه واحتضن موهبته وقدمه للجماهير وللنقاد وللعالم كعازف ومؤلف ناضج تماما يكتب الموسيقى للبيانو فقط مكتشفا إمكاناته وأسراره الغنائية والعلمية الهائلة، ورغم نصائح أصدقائه بأن يكتب فى القوالب السيمفونية والأوبرالية فإنه وجد نفسه فى القوالب البسيطة، التى تمجد بلاده ولقب بشاعر البيانو بسبب استخدامه أسلوب مبتكر فى العزف على تلك الآلة، التى كان يهدف إلى جعلها آلة قادرة على الغناء بروح وعاطفة، كما أراد أن يجعلها أوركسترا كاملا مستقلا له طابع وإمكانات خاصة متكاملة لا يستطيع حتى الأوركسترا الكامل أن يجاريه فيها.. وفى أكتوبر 1849توفى شوبان تاركا إرثا فنيا كبيرا يشكل جزءا مهما من تاريخ الموسيقى الكلاسيكية فى العالم.