طابور وحيد وطويل يمتد من حارة متفرعة من شارع كامل صدقى بالفجالة، أمام واحدة من المكتبات التى تعلن التحدى لقرار وزير التربية والتعليم بمنع بيع الكتب الخارجية. مدام ابتسام مدرسة الثانوية العاملة غادرت المدرسة فى ثالث أيام الدراسة، وانضمت للطابور منذ السابعة صباحا. لكنها لم تنجح فى اختراق الحاجز البشرى الملتف حول نافذة صغيرة بالمكتبة المحاصرة بالطلاب وأولياء الأمور. بدأت مشكلة الكتب الخارجية بقرار زكى بدر وزير التربية والتعليم برفع رسوم تراخيص الكتب الخارجية إلى ما بين 450 ألف جنيه إلى مليون و350 ألف جنيه عن الكتاب الواحد، على اعتبار أنها بدل حق انتفاع بالملكية الفكرية. حسام لطفى محامى الناشرين يشرح أن الملكية الفكرية وفقا للقانون رقم 82 لسنة 2002 تنطبق على طرق التعبير دون المبادئ والأفكار والمفاهيم وإجراءات التشغيل والعمل والمعادلات الرياضية، «والكتب الخارجية تعتمد على طريقة تعبير وحلول مبتكرة مختلفة عن الموجودة فى الكتاب المدرسى، ولا تنطبق عليها الملكية الفكرية». تتوقف حركة البيع بمكتبات الفجالة عند ظهور كاميرات الإعلام، «كفاية المكتبة التانية قفلت بعد ما التليفزيون صورها»، يصرخ أحد الأهالى، مشيرا إلى مكتبة مجاورة. كانت وزارة التربية والتعليم قد أعلنت وقف ترخيص الكتب الخارجية إلا بعد دفع حقوق الملكية الفكرية للوزارة، وهى القضية التى سوف يفصل فيها القضاء يوم الخميس المقبل. «هنكسبها»، يتحدث محمد عبدالمجيد مدير المؤسسة العربية الحديثة للطبع والنشر عن القضية التى رفعها الناشرون على وزارة التعليم. يسميها عبدالمجيد «الكتب المساعدة» وليس «الخارجية»، ويؤكد أنها ستكون متوافرة فى كل المكتبات الجمعة المقبلة بعد الحكم فى القضية. سلاح التلميذ نشر إعلانا عن النسخة الجديدة من الكتاب، تتصدرها الآية القرآنية «أما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض». وفى نص الآية «معنى واضح للمنافسين والحاقدين، وكل لبيب بالإشارة يفهم» والكلام لصاحب الإعلان محمد عبدالمجيد، موضحا أن الدار سوف تواصل نشر إعلاناتها فى جميع الجرائد لتهنئة الطلاب بالعام الجديد، أما عادل شكرى مستشار الوزير للتطوير الإدارى فقال إن «كل واحد حر يعمل إعلان براحته». الكتب التى تحتفظ بها الدار فى مخازن جديدة استأجرتها بعيدا عن أعين شرطة المصنفات، تجد سوقا أوسع فى الأقاليم والأحياء الشعبية والمكتبات الصغيرة التى يحتفظ أصحابها بالكتب فى منازلهم، فالمحضر الذى يتم تحريره فى حالة «ضبط كتب خارجية» ينتهى بدفع 5 آلاف جنيه غرامة، ومصادرة المضبوطات. ومن ناحية أخرى شنت مباحث المصنفات بالقاهرة بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم حملة على بائعى كتب الوزارة بالسوق السوداء بالمخالفة لقرارات الدكتور أحمد زكى بدر وزير التربية والتعليم بمنع تداول الكتب الوزارية فى المكتبات الخارجية ومنع بيع الملخصات والمؤلفات التى تطبع بدون تصريح من الوزارة. وأسفرت الحملة التى استهدفت منطقة عين شمس عن ضبط 5 آلاف كتاب تابع لوزارة التربية والتعليم ويتم بيعها فى السوق السوداء وتم التحفظ على الكتب وألقى القبض على أصحاب المكتبات التى وجدت بها وتمت إحالتهم إلى النيابة للتحقيق.