تظاهر أكثر من 300 شخص أمام مستشفى مركز بدر العام بمحافظة البحيرة، لمدة ساعتين، أمس الأول، احتجاجا على تعدى زائرات فى المستشفى على إحدى الممرضات بالضرب بالحذاء، ثم إصدار قرار وزارى بنقلها إلى وادى النطرون، دون فتح تحقيق، وتدخلت مباحث أمن الدولة لإجبار المتظاهرين على فض التظاهرة. وأعلنت الممرضة إسلام حبشى، 25 عاما، اعتصاما مفتوحا وإضرابا عن الطعام، حتى يتم فتح تحقيق رسمى فى واقعة التعدى عليها، وإلغاء قرار نقلها، فيما أكد الأطباء والممرضات تنظيم مظاهرة أخرى، الأسبوع المقبل، إذا لم يتم فتح تحقيق. ونظمت ممرضات المستشفى بحضور ذويهن والمتضامنين معهن، وقفة احتجاجية أمام المستشفى، رفضا لقرار نقل زميلتهن، وأعلن الأطباء إضرابهم عن العمل، تضامنا معهن، وطالبوا بفتح التحقيق فى واقعة الاعتداء على الممرضة. وألقى ضباط فى أمن الدولة القبض على شقيقة الممرضة المنقولة، وبعض المتضامنين معها واقتادوهم لمقر الجهاز، وصادروا اللافتات، وأجبروا المتظاهرين على فض التظاهرة، ثم أطلقوا سراح المقبوض عليهم بعد نحو نصف الساعة. وقالت شقيقة الممرضة إسلام، بعد إطلاق سراحها، إنها تعرضت ل«عنف شديد» من ضباط أمن الدولة، أدى إلى تمزق ملابسها، فضلا عن تهديد الضباط لها إن عادوا إلى تنظيم مظاهرة أخرى. وحسبما روته الممرضات ل«الشروق» فإن إسلام تعرضت لاعتداء من أهالى مريضة دخلوا المستشفى لعلاج ابنتهم من نزيف، تبين لاحقا أنه دم الحيض، وأثناء بحثهم عن طبيب قادتهم خطاهم إلى غرفة العمليات وحاولوا دخولها، إلا أن الممرضة أخبرتهم بأن الأطباء يجرون عملية لأحد المرضى، وممنوع دخول أحد إلى غرفة العمليات غير الطاقم الطبى وطاقم التمريض، فنشبت مشادة كلامية بينهم، قام على إثرها 4 نساء من أقارب المريضة بخلع أحذيتهن وانهلن بها ضربا على الممرضة، وذهبن إلى قسم الشرطة لتحرير محضر ضدها يتهمنها بالتعدى عليهن بالسب والقذف والضرب. واتهمت الممرضات د.جوزيف موسى، مدير المستشفى، بالتقاعس عن حمايتهن وتوفير الأمن داخل المستشفى لهن، بعد أن أقنعهن بعدم تحرير محضر يثبتن فيه تعرض الممرضة إسلام للضرب، وأخبرهن بقدرته على حل الأمر بشكل ودى، بعيدا عن بلاغات الشرطة وتحقيقات النيابة، إلا أنهن فوجئن بقرار من وزير الصحة بنقلها إلى مستشفى وادى النطرون والتى تبعد ساعتين عن مركز بدر، متهمات مدير المستشفى بتضليل الوزير وتزويده بمعلومات خاطئة. ونفى الدكتور جوزيف موسى وجود أى إضراب داخل المستشفى، لأن القطاع الصحى لا يجوز الإضراب عن العمل فيه تطبيقا لقرار الحاكم العسكرى، حسبما قال موسى. وأكد موسى أن الممرضة اعتدت على أهل المريضة بالضرب وأساءت معاملة المرضى، «فى تجاوز خطير وغير مقبول منها»، حسب قوله، مشددا على حق المريض فى الحصول على أفضل خدمة علاجية. وردا على سؤال «الشروق»، عن فائدة النقل إذا كانت الممرضة تسىء معاملة المرضى، أجاب مدير المستشفى قائلا: «يا أخى هو انت كنت فتشت فى جيناتها؟». واتهم موسى الممرضات والأطباء المتضامنين معهن بمحاولة الضغط على الوزير وليّ ذراع الوزارة لإلغاء قرار النقل، مضيفا أن الممرضات «غير واعيات بواجبات وظيفتهن، التى تمنع تنظيم الإضرابات»، مؤكدا أن تحت يديه قائمة ب28 ممرضة حرضن زميلاتهن على تنظيم الإضراب إلا أنه امتنع عن تسليمها للأمن حماية لهن. وأضاف مدير المستشفى أن يوم أمس الأول كان يوم عمل طبيعى جدا فى المستشفى حيث تم علاج 400 مريض، وعمل غسيل كلوى ل30 حالة، وإصدار 150 قرار علاج على نفقة الدولة، وأن جميع أسرة المستشفى رقد عليها مرضى، فيما حصلت «الشروق» على صور لأسرّة بأقسام مختلفة للمستشفى وهى فارغة تماما. من جانبه أكد د.عماد حبيب، مدير الإدارة الصحية بمركز بدر، واقعة الاعتداء على الممرضة إسلام داخل المستشفى، متهما وزير الصحة بالتعسف فى إصدار قرار نقل للممرضة قبل فتح تحقيق رسمى فى الواقعة. وشدد حبيب على المسئولية الكاملة لمدير المستشفى عن الاعتداء الذى تعرضت له الممرضة، متهما إياه بالتقاعس عن توفير الحماية للعاملين فى المستشفى، ولعدم فتحه تحقيقا داخليا فى الواقعة، وإهماله الإشراف على أفراد الأمن العاملين بالمستشفى لدرجة أن إحدى الممرضات ضبطت رجلا وسيدة يمارسان الرذيلة داخل حمامات المستشفى قبل عدة أيام، بنص قوله. وأكد مدير الإدارة الصحية أن المستشفى يعانى «عجزا هائلا» فى القوى البشرية فى قطاعات الأطباء والتمريض والأمن والموظفين الإداريين، مشيرا إلى أن المستشفى بها 3 أطباء فقط فى قسم النساء والتوليد، فى الوقت الذى لا يقل فيه عدد أطباء ذات القسم عن 8 أطباء فى المستشفيات الأخرى، مشيرا إلى أنهم خاطبوا الوزارة مرات عديدة لسد العجز الهائل فى الأطباء إلا أن الوزارة « طنشتهم»، كما قال حبيب. واستطرد حبيب: «عمرك شفت مستشفى ما فيهاش طبيب رمد غير مستشفى مركز بدر فقط؟»، مضيفا أن العجز فى الأطباء أدى إلى وفاة مريضة منذ نحو أسبوع دخلت المستشفى تعانى نزيفا حادا إلا أن عدم وجود طبيب بالمستشفى أدى إلى وفاتها. وأشار حبيب إلى أن الأطباء والممرضات «يعملون فى ظروف صعبة، فمبانى المستشفى قديمة وآيلة للسقوط وتحيط بها القمامة من جوانب كثيرة». وأشار حبيب إلى أحقية الممرضة فى فتح تحقيق «جدى وعادل»، أيا ما كانت نتيجة التحقيق فإن التحقيق «العادل» سيتقبله الجميع بصدر رحب. وحاولت «الشروق» الوصول إلى د. يسرى مبروك، وكيل وزارة الصحة بالبحيرة، إلا أنه لم يرد، ثم أصبح الهاتف غير متاح بعد ذلك.