«وكأن العام الدراسى جه فجأة بعد أسابيع الإجازة اللى كان آخرها إجازة عيد الفطر اللى امتدت لغاية يوم الخميس لما رجعنا كلنا القاهرة، لبس المدارس والاتفاق مع عم إبراهيم لتوصيل الأولاد، والبقال عشان اللبن والعيش الفينو كل ليلة، وحاجات كتير، خلاص راجعين المدارس». قالتها منى إبراهيم، والدة عمر ومروان ويوسف، التلاميذ بالابتدائى وبالإعدادى، وهى تلهث مسرعة للحاق بأشياء كثيرة ملأت بها ورقة دستها بعناية دخل حقيبتها التى ملأتها بنقود ادخرتها خصيصا للساعات الاخيرة قبل بداية العام الدراسى. منى لم تكن الوحيدة التى تعيش تلك اللحظات، فرغم أن والدة ياسمين على بالصف الأول الإعدادى بمدرسة هدى شعراوى بالعمرانية، قد اشترت مستلزمات المدرسة، إلا أنها ظلت مأخوذة طوال آخر أيام الإجازة بالتفكير فى أشياء قد تكون نسيتها أثناء استعدادها للعام الدراسى، التى من الممكن أن تكون قد نسيتها وسط زحمة الشراء، ملابس المدرسة اشترتها بعد العيد مباشرة، كذلك حقيبة المدرسة والشراب الأبيض، ومقلمة وكراريس للأيام الأولى، إلى أن تكتمل مطالب المعلمين لتشتريها دفعة واحدة. أما غادة أحمد والدة التلميذتين بمدرسة الزهراء الابتدائية بالهرم فما زالت تبحث عن مقاس ابنتها الكبرى، حيث ترددت أكثر من مرة على محل الملابس الذى خصصته المدرسة، من أجل الحصول عليه، وما زال أمامها أن تشترى «توكة الشعر البيضاء»، لأن المدرسة لا تسمح بأى لون آخر «للتوك». أمينة عادل، والدة محمد، بالصف الرابع الابتدائى بمدرسة عمرو بن العاص الابتدائية بالجيزة كانت منشغلة بأن عليها أن تصطحبه فى آخر أيام الإجازة إلى الحلاق ليبدأ العام الدراسى «على نظافة» حسب تعبيرها، لأنه يتركه طويلا طوال الإجازة لزوم الموضة وهذا ممنوع بأمر المدرسة. على الجانب الآخر، فإن التلاميذ آثروا توديع الإجازة بأشياء أخرى اهتموا بألا تفوتهم، فمحمد طه، بالصف السادس الابتدائى بمدرسة خاصة بالهرم، لعب منذ الصباح، آخر مباراة، شارك فيها كل أولاد الجيران إلى أن تبدأ الأمهات فى استدعائهم إيذانا ببدء العام الدراسى فعليا. «آخر أيام الإجازة قضيته كله فى سايبر البلاى ستيشن»، هكذا ودع حسام أحمد بالصف الثانى الاعدادى بمدرسة جيل المستقبل بالوايلى الإجازة. أما نسمة محمد، بالصف الرابع الابتدائى بمدرسة أبوالهول القومية بالجيزة، فقضت اليوم تبحث عن «شراب مرسوم عليه بطوط وتوكة على شكل قلب»، لتكون «آخر شياكة» فى أول أيام الدراسة.