نصحت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الرئيس باراك أوباما بالتخلي عن استخدام مصطلح "العالم الإسلامي" عندما يريد توجيه خطاب إلى شعوب منطقة الشرق الأوسط أو إلى مجموعة الدول العربية والإسلامية بصفة عامة ، معتبرة أن تسمية العالم الإسلامي هذه "تتسم بالشمولية" ولا تعبر عن الواقع شديد التباين بين المسلمين حاليا ، بحسب تعبيرها. وتحدثت الصحيفة في مقال لها عن أن أوباما يحاول جاهدا منذ توليه رئاسة الولاياتالمتحدة فتح باب للحوار والتفاهم مع ما يسميه ب"العالم الإسلامي" ، بحسب تعبير الواشنطن بوست ، فأشارت إلى أنه في أول لقاء له مع قناة رسمية أجنبية مع قناة "العربية" التليفزيونية ، أعلن أوباما أن مهمته هي أن يثبت للعالم الإسلامي أن الأمريكيين ليسوا أعداءهم ، وعند حديثه أمام البرلمان التركي أكد أيضا أن الولاياتالمتحدة ليست ولن تكون في حرب مع الإسلام. وقالت الصحيفة الأمريكية في المقال الذي كتبه باراج خنا : "على الرغم من أن هذه التصريحات فسرت على أنها محاولة للابتعاد عن عصر (الرئيس الأمريكي السابق جورج) بوش بكل موروثاته السيئة ، فإنها جاءت مخيبة للآمال بالنسبة للبعض". ورأت الصحيفة أن أوباما مثله مثل بوش ، لأنه يعتقد بوجود عالم أسطوري يُسمى ب"العالم الإسلامي" ، لكن الحقيقة أن أوباما – ومعه في ذلك العديد من الكتاب والمفكرين – أعطى هذه الكلمة أكثر مما تتحمل ، مما جعله يفشل في كسب العقول والقلوب. وتقول الصحيفة مدافعة عن منطقها : "مثلما لم يعد هناك معنى لمصطلح العالم المسيحي الذي كان يستخدم أيام الإمبراطورية الرومانية ، لم يعد هناك كيان مستقل يمكن أن نطلق عليه العالم الإسلامي الذي كان مستخدما في العصور الوسطى , لكن ما تلا ذلك من حروب شعواء بين الأتراك والفرس والعرب لمحاولة السيطرة الأيديولوجية ، ثم الصراع بين السنة والشيعة في عصرنا الحالي جعلنا نتأكد أنه لا يمكن توجيه حديث موحد لهذه الفرق المختلفة ، ولذا فإننا عندما نستخدم مصطلح مثل "العالم الإسلامي" فإننا نرفع من شأن أمثال الملا عُمر وأسامة بن لادن الذين يستخدمون مصطلحات إسلامية قديمة للإيحاء بمصداقيتهم من الناحية الدينية ، لذا فبكل بساطة الحديث لكل المسلمين يعني عدم الحديث لأي منهم". وتضيف الصحيفة : "لا يمكن للولايات المتحدة أن تتبنى سياسة متماسكة في حديثها مع الدول البترولية والحكومات الملكية والحكومات الفاشلة ، لأن لكل دولة حالتها الخاصة ، فمثلا عند الحديث مع تركيا يجب أن نتحدث عن كيفية مساعدتها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ، ومع باكستان ، يجب أن نركز على كيفية توحيد المناطق القبلية المختلفة في نسيج دستوري واحد ، وفي مصر ، نتحدث عن خلق فرص عمل ونقل شرعي للسلطة ، لأن كل هذه النقاط يجب أن تتم معالجتها من خلال السياسة الخارجية بين الدول المختلفة وليس من خلال الحضارات".