عززت السلطات الأمريكية إجراءات الأمن في مدينة جينسفيل بولاية فلوريدا، وهي المدينة التي تشهد خطة مثيرة للجدل من جانب قس مغمور بحرق نسخ من القرآن يوم السبت الذي يوافق الذكرى التاسعة لهجمات 11 سبتمبر على الولاياتالمتحدة عام 2001. وكان القس تيري جونز من مركز "دوف وورلد أوت ريتش" قد أعلن أن يوم السبت المقبل سيكون "يوما عالميا لحرق المصاحف"، مما أثار انتقادات واسعة من البيت الأبيض وزعماء دينيين من جميع الديانات في أنحاء الولاياتالمتحدة. وقال بوب وودز، مدير الاتصالات بالمدينة: "لضمان السلامة العامة فإن مدينة جينسفيل تراقب الوضع عن كثب مع وضع خطط تضم مجموعة واسعة من خطط الطوارئ". ولم يذكر تفاصيل أخرى عن الإجراءات الأمنية المخطط لها مشيرا إلى مخاوف أمنية. وتحظر عمليات الحرق في العراء وخارج المنازل بمدينة جينسفيل – التي يبلغ عدد سكان المدينة 117 ألف شخص - حيث تحتاج إلى تصريح. وقال وودز لوكالة الأنباء الألمانية، إن إدارة مكافحة الحريق رفضت منح جونز هذا التصريح. وفي حالة مضي جونز قدما في خطة حرق المصاحف فإنه بذلك ينتهك أنظمة المدينة. وأضاف وودز أن مسئولي المدينة التقوا كثيرا مع ممثلين عن مركز دوف لإلغاء الخطة. وقال عمدة المدينة كريج لو، في بيان ، إنه يدين "السلوك العدواني الموجه إلى جيراننا المسلمين وأصحاب العقيدة الإسلامية في أنحاء العالم. جماعة دوف مجموعة متطرفة صغيرة وتسبب الحرج لمجتمعنا". كلينتون تصف محاولة حرق القرآن بالتصرف المشين ومن جهتها، أعربت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية، عن ارتياحها إزاء الإدانة الواضحة التي لا لبس فيها من قبل الزعماء الأمريكيين من جميع الأديان من المسيحيين الإنجيليين إلى الحاخامات اليهود وغيرهم من صناع الرأي لتخطيط القس جونز لحرق نسخة من القرآن الكريم، حيث ووصفت هذا التصرف بالمشين والمخزي. وأكدت خلال حفل إفطار أقامته في مقر وزارة الخارجية في واشنطن لعدد من القيادات الإسلامية والشباب والمفكرين المسلمين الأمريكيين، أن التزام الولاياتالمتحدة بالتسامح الديني يعود إلى بداية نشأة هذه الأمة، وقالت إن جورج واشنطن كتب إلى حاخام يهودي في نيوبورت برود آيلاند عام 1790 أن هذا البلد "لن يسمح بالتعصب الأعمى ولن يساعد الاضطهاد".